أخبار العراق
عدالة

فريق الأمم المتحدة يحقق تقدما في التحقيق بجرائم داعش

خالد الطائي

كريم خان رئيس فريق التحقيق الأممي في الجرائم التي ارتكبتها داعش، يتحدث خلال جلسة عقدها مجلس الأمن الأممي في 15 تموز/يوليو 2019، عن جهود فريق عمله الرامية إلى جمع الأدلة لمحاكمة عناصر التنظيم المتطرف. [موقع الأمم المتحدة الإلكتروني]

كريم خان رئيس فريق التحقيق الأممي في الجرائم التي ارتكبتها داعش، يتحدث خلال جلسة عقدها مجلس الأمن الأممي في 15 تموز/يوليو 2019، عن جهود فريق عمله الرامية إلى جمع الأدلة لمحاكمة عناصر التنظيم المتطرف. [موقع الأمم المتحدة الإلكتروني]

يحقق فريق الأمم المتحدة المعني بالتحقيق في جرائم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) تقدما في جهوده الرامية إلى محاكمة وإدانة عناصر التنظيم.

وقال الفريق في أحدث تقرير رفعه إلى مجلس الأمن في 11 أيار/مايو، إنه تمكن من جمع أدلة جديدة ضد داعش.

وتتضمن الأدلة أكثر من مليوني مكالمة جرى الحصول عليها من مزودي خدمة الهاتف الخليوي العراقي، إضافة إلى استخراج وتحليل البيانات المخزنة بمساعدة السلطات القضائية والأمنية العراقية.

وتوفر البيانات مجموعة ضخمة من وثائق داعش الداخلية مع فيديوهات وصور يمكن أن تمثل وفقا للفريق الأممي "نقلة نوعية" في ملف مقاضاة التنظيم المتطرف.

تظهر في هذه الصورة التي نشرت في 15 آذار/مارس 2019، أيزيديات يبكين أبناءهن الذين قتلوا على أيدي داعش خلال مراسيم افتتاح أول مقبرة جماعية لضحايا التنظيم في بلدة سنجار. [حقوق الصورة لمؤسسة الشهداء العراقية]

تظهر في هذه الصورة التي نشرت في 15 آذار/مارس 2019، أيزيديات يبكين أبناءهن الذين قتلوا على أيدي داعش خلال مراسيم افتتاح أول مقبرة جماعية لضحايا التنظيم في بلدة سنجار. [حقوق الصورة لمؤسسة الشهداء العراقية]

وقال عضو مفوضية حقوق الإنسان العراقية فاضل الغراوي إن الأدلة التي تم جمعها هي "ثمرة جهود مشتركة" ما بين المؤسسات الوطنية والبعثة الأممية المكلفة وفق القرار 2379 الصادر عن مجلس الأمن في العام 2017 بمحاسبة داعش على الجرائم التي ارتكبتها في العراق.

وأضاف أن الانتهاكات المرتكبة من قبل داعش تمثل "ملفا جنائيا استثنائيا" ذلك أن الجرائم أدت إلى إزهاق أرواح آلاف الأبرياء في حالات قتل جماعي.

وأوضح لديارنا أن هذه الأخيرة شملت مجازر قاعدة سبايكر (أكاديمية تكريت الجوية) وسجن بادوش وتصفية المجتمع الأيزيدي في سنجار وقتل آخرين في محافظتي الموصل والأنبار.

وتابع أنه بالإضافة إلى عمليات القتل هذه، قامت داعش "بتشريد ملايين السكان من منازلهم وتدمير مدنهم والاعتداء على حقوق النساء والأطفال والحريات العامة والأقليات".

وشدد الغراوي على أن "الأدلة والقرائن المعروضة بين أيدي أعضاء الفريق الدولي تدعم مطالبات العراق بإدانة مقاتلي داعش والإقرار رسميا بأن جرائمهم تندرج كجرائم إبادة جماعية وضد الإنسانية".

ولفت إلى أن "الإدانات تفتح أمام العراق فرصة للمطالبة بقرارات دولية ملحقة تدعو المجتمع الدولي للمشاركة في جهود إنصاف وتعويض ضحايا الإرهاب والمساعدة في بناء مدنهم".

تواصل التحقيقات

وخلال الأشهر الستة المقبلة، سيواصل فريق الأمم المتحدة عمله مع الحكومة العراقية لضمان تنفيذ الإجراءات القضائية ضد عناصر داعش استنادا إلى الدلائل المتوفرة.

وبدوره، ذكر الخبير القانوني علي التميمي أن "الوثائق والبيانات التي جمعها الفريق الدولي... فيها دلائل دامغة تدين أولئك الإرهابيين القتلة".

وأضاف لديارنا أن "ذلك يمهد الطريق للتحري عنهم ومطاردتهم ومن ثم القبض عليهم ومحاسبتهم كمجرمي حرب مع إمكانية تحويل ملفاتهم إلى محكمة جنائية دولية خاصة ومقاضاتهم بموجب القانون الدولي".

وطالب التميمي بالإسراع "في إنزال القصاص العادل وإنفاذ القانون بحق كل الإرهابيين المسؤولين عن قتل الناس بدم بارد ودفنهم في عشرات المقابر الجماعية وخطفهم والمتاجرة بهم وترويعهم وارتكاب شتى الفظائع".

وأشار إلى ضرورة تحريك الملف على المستوى الدولي، مضيفا أن العراق بحاجة إلى دعم "للتعويض عن الأضرار التي سببها تنظيم داعش اقتصاديا وعمرانيا واستعادة جميع أمواله وممتلكاته المهربة من قبل الإرهابيين".

داعش ʼلن تفلت من العقابʻ

وكان كبير محققي الفريق الأممي كريم خان قد أعلن في تموز/يوليو 2019 خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، عن إطلاق عمل استقصائي للكشف عن جرائم داعش بمشاركة عدد كبير من المحللين والمحققين الجنائيين والخبراء بالطب الشرعي من دول عدة بينها العراق.

واستطاع فريق التحقيق في غضون أسبوعين الوصول إلى أكثر من 600 ألف مقطع فيديو متعلقة بجرائم داعش، وأكثر من 15 ألف صفحة من وثائق تخص التنظيم الإرهابي.

ومن جانبه، اعتبر المسؤول السابق في لجنة حقوق الإنسان في مجلس محافظة نينوى غزوان الداوودي، أن التحركات لإدانة عناصر داعش "تمضي بشكل جيد".

وأوضح لديارنا أن ذلك "يخلق حالة من الاطمئنان لدى ذوي ضحايا الإرهاب بأن الجناة ومهما طال بقاؤهم على قيد الحياة، فلن يفلتوا بالنهاية من العقاب والمحاكمة العادلة".

وأكد "نأمل بأن تصب خطوة جمع الأدلة بإطلاق ملاحقات واسعة النطاق للعناصر الإرهابية الذين استطاعوا الهرب أو عودة للبلدان التي جاءوا منها وتسليمهم للعدالة".

وأضاف "نترقب من المجتمع الدولي مساهمة أكبر في ملفات دعم رجوع النازحين لمناطقهم وإعمارها والمساعدة في إعادة تأهيل عائلات وأبناء مقاتلي داعش حتى لا يكونوا في المستقبل قنابل موقوتة".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500