يطالب مسؤولون عراقيين بتنفيذ تدابير عاجلة ستسمح لعودة العائلات العراقية النازحة المقيمة في مخيم الهول بمحافظة الحسكة شرقي سوريا إلى ديارهم.
ويأوي المخيم الذي هو بإدارة القوات الكردية السورية وتحت إشراف المنظمات الدولية، أكثر من 60 ألف شخص بينهم 31 ألف عراقي، حسبما ذكرت وزارة الهجرة والمهجرين.
وقد عملت الإدارة الذاتية بشمالي شرقي سوريا على إجلاء السوريين من المخيم من أجل معالجة مسألة الاكتظاظ فيه.
وفي 12 تشرين الأول/أكتوبر، تحدثت معلومات عن قيام قوات السوريا الديموقراطية، وهي الذراع العسكري للإدارة الذاتية، بإعادة نحو 73 عائلة سورية إلى مناطقها في السوسة والشعفة والباغوز في دير الزور.
وجاء الإفراج عنها عقب وساطات وكفالة شخصية من زعماء ووجهاء من عشائر دير الزور.
وفي 15 تشرين الأول/أكتوبر، أفرجت قوات سوريا الديموقراطية عن أكثر من 600 سجين سوري كانوا قد اعتقلوا جراء ارتباطهم بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في الهول.
وتم احتجاز المعتقلين الذي بلغ عددهم631 شخصا على خلفية تهم مرتبطة بالإرهاب، وشكّل هؤلاء الدفعة الأولى التي أطلق سراحها بموجب اتفاق عفو تم الإعلان عنه مؤخرا بعد مناشدات من العشائر العربية في شرقي سوريا.
ʼأوضاع صعبة للغاية في الهولʻ
وإلى جانب المواطنين السوريين، تقيم أيضا في مخيم الهول عائلات أجنبية غالبيتها من العراقيين الذين فروا من داعش.
ويضم المخيم أيضا عائلات قتلى داعش العراقيين. وكانت القوات الكردية قد نقلتها إلى الهول من الباغوز شرقي سوريا بعد أن حررت المنطقة من داعش.
وشكّل تواجد هذه العائلات مصدر توتر بينها وبين نساء داعش اللواتي ينشرن فكر التنظيم المتطرف. وقد أدى ذلك إلى اكتظاظ المخيم وتحديد قدرته الاستيعابية.
ومع تفشي وباء فيروس كورونا (كوفيد-19)، ازدادت المخاوف من حصول كارثة إنسانية داخل المخيم المكتظ الذي يفتقر أيضا إلى بنية تحتية صلبة.
وفي هذا السياق، قال النائب العراقي قصي عباس لديارنا إن أوضاع العراقيين وبقية سكان مخيم الهول صعبة للغاية وتغيب عنهم الخدمات الأساسية.
وأضاف أنه كانت هناك خطة حكومية لإخلاء سكان الهول العراقيين ونقلهم إلى مخيم في زمار غربي نينوى، إلا أنه تم الاعتراض عليها خوفا على الاستقرار نتيجة استقدام عائلات لعناصر تنظيم داعش إلى تلك المنطقة.
وحث عباس الحكومة على إيجاد مخرج للتعاطي إنسانيا مع المسألة، كإنشاء مجمعات إيوائية خاصة لتلك العائلات النازحة. وشدد على ضرورة اتخاذ إجراء سريع، لا سيما أن معظم السكان العراقيين في الهول هم من النساء والأطفال.
وتابع أن ثمة مخاوف من احتمال زيادة التطرف بين أفراد عائلات داعش في حال لم يؤمن لهم وصول إلى الرعاية المناسبة وخدمات إعادة التأهيل.
لاجئون يعتمدون على المهربين لمغادرة المخيم
وفي ظل توقهم للمغادرة، يدفع عدد من النازحين للمهربين لإخراجهم من المخيم.
وأظهر مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي في أيلول/سبتمبر الماضي، وقف مقاتلين من القوات الكردية السورية صهريجا لنقل الماء وإخراج أطفال ونساء كانوا داخله وبدوا على وشك الموت من الاختناق.
وفي هذا الإطار، أكد مازن أبو ريشة مستشار محافظ الأنبار لشؤون الهجرة لديارنا أن مخيم الهول يضم حاليا عددا كبيرا من العائلات العراقية التي تتحدر من محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك.
وقال إنه نظرا للظروف القاسية التي يعيشها سكان المخيم، يود العديد منهم العودة إلى العراق وقد يجازفون بحياتهم لذلك.
وتابع أن العائق الأساسي أمام عودتهم هو الحذر من العودة بشكل مستعجل من دون فحص أمني دقيق. وقد عبّر عن أمله بأن تثمر جهود الحكومة الرامية إلى تحسين ظروف النازحين.
ومن جانبه، قال المسؤول في وزارة الهجرة علي جهانكير لديارنا إن الوزارة لم تتلق حتى اليوم أي طلب من الحكومة للشروع بخطوات إعادة العائلات العراقية المقيمة في الهول إلى ديارهم.
ولفت إلى أنه رغم الصعوبات الاقتصادية التي يعانيها العراقيون في المخيم، فإن الوزارة عاجزة عن الوصول إليهم "كون المخيم خارج سلطة الدولة".