رغم تحرير جميع الأراضي العراقية من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، إلا أن مصير المئات من النساء والأطفال الإيزيديين ممن اختطفهم التنظيم خلال هجومه على بلدة سنجار في آب/اغسطس 2014، ما زال مجهولا.
وتسعى السلطات العراقية في بغداد وأربيل عبر مكتب إنقاذ الإيزيديين للتوصل إلى معلومات بشأن الإزيديين ضحايا داعش.
ويقول مدير المكتب حسين قائدي في حوار مؤخرا لديارنا لمناقشة التقدم المحرز، بأن عائلات الضحايا لم يفقدوا الأمل.
ويوضح أن المكتب يواصل البحث والتحري وهناك مساعدة متواصلة من قبل التحالف الدولي، وجهات دولية وأممية أخرى.
ويوضح أن هذه الجهود أثمرت عن تحرير بعض النساء المختطفات من قبل داعش، لكن عدد المختطفين ما زال كبيرا.
ديارنا: إلى أين وصلت عمليات البحث والتحري؟
حسين قائدي: حتى الآن عملنا مستمر في البحث والتحري عن الضحايا الذين تم أسرهم من قبل إرهابيي داعش، وقبل أيام نجحنا في تحرير مختطفة إيزيدية وتم اختطافها وهي طفلة صغيرة عام 2014 من قبل داعش.
وعُثر عليها في مخيم الهول بسوريا.
ونحقق تقدما لكننا نواصل ذلك بإمكانات محدودة مع دعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وكذلك حكومة إقليم كردستان وجهات أخرى.
ديارنا: هل تتوفر لكم إحصائيات جديدة عن آخر الأرقام للضحايا المختطفين والذين تم تحريرهم؟
قائدي: نعم بالتأكيد الأرقام يتم تحديثها بشكل مستمر، والعدد الكلي للمختطفين على أيدي إرهابيي داعش، هو 6400، وكلهم من الإيزيديين عدا 15 شخصاً هم من المسيحيين.
وقد تمكنا منذ تأسيس المكتب وحتى الآن من إنقاذ 3532 شخصاً منهم 339 رجلا و1199 من النساء والأطفال. وكان عملنا شاقاً وخطرا، ولكن الإيمان بالقضية سهل علينا الكثير.
لا يزال هناك أكثر من 1900 شخص في عداد مفقودين، ومن خلال البحث عنهم تبين لنا أن قسم منهم في المناطق التي سيطر عليها داعش مثل الموصل، ولا يزال هناك أعداد منهم بين عوائل داعش في مخيم الهول، وهناك منهم من عبر الحدود بين العراق وسوريا.
ونأمل من حكومة بغداد أن توفر تقنيات حديثة مثل اختبار الحمض النووي للتمكن من إيجاد المزيد من المختطفين والمفقودين خاصة ممن تم اختطافهم أطفالا ولا يعرف الآن شكلهم وقد كبروا.
ديارنا:هل هناك أية معلومات جديدة عن المقابر الجماعية التي خلّفها داعش في سنجار؟
قائدي: تم العثور على أكثر من 80 مقبرة جماعية للإيزيديين في سنجار، وتم فتح قسم منها لكن أكثرية المقابر لم تفتح لغاية الآن، ولا نعرف إن كانت تحتوي على إيزيديين أو لا، ولكننا نتوقع أنها تحتوي على إيزيديين، وغالبيتهم من الرجال الإيزيديين الذين تم قتلهم بعد اقتحام سنجار من قبل داعش.
ونأمل أن ننهي الملف ونخلد ضحايا المقابر كأحد جرائم الإبادة التي نفذها إرهابيو داعش ضد أبناء المجتمع الإيزيدي.
ديارنا: لماذا ما زال الكثير من الإيزيديين خارج سنجار رغم تحريرها؟
قائدي: الحقيقة أن هناك أكثر من 80 بالمائة من الإيزيديين يعيشون في مخيمات النزوح، في دهوك وأربيل والسليمانية منذ ما يقارب ست سنوات، لعدة أسباب أولها: وجود الميليشيات المسلحة الخارجة عن القانون وغير الشرعية، يمنع الإيزيديين من العودة إلى سنجار.
وأصبحت سنجار معقلا للمجموعات المسلحة التي لا تلتزم بقرارات الحكومة العراقية.
علاوة على عدم إعمار مناطق الإيزيديين المنكوبة، فالكثير من منازل الإيزيديين لا تزال ملغومة ولم يتم رفع المتفجرات عنها، إضافة إلى تهديم بعضها، وعدم تأهيل الإيزيديين نفسياً في سبيل عودتهم إلى حياتهم السابقة واندماجهم مع المجتمع، ولم يحدث أي تأهيل لهم.
ديارنا: هل هناك برامج مساعدة للضحايا الناجين؟
قائدي: نعم حكومة إقليم كردستان تنفذ برنامجا واسعا وكذلك الولايات المتحدة عبر السفارة الأميركية في بغداد. بدورها تساهم الأمم المتحدة في مساعدة الناجين على تجاوز الآثار النفسية للمرحلة التي مروا بها.
وتشمل الجهود الأخرى مبادرة الحكومة الألمانية والتي أطلقت قبل فترة، لاستقبال قرابة 1000 شخص لمعالجتهم.