سيطرت قوات النظام السوري بشكل كامل على طريق سريع رئيس يربط أكبر أربع مدن في البلاد، وذلك يوم الثلاثاء، 11 شباط/فبراير.
ومنذ سنوات والنظام السوري يسعى للسيطرة على الطريق السريع م5 الذي يربط دمشق بحلب عبر مدينتي حمص وحماة.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن النظام السوري وحلفائه استعادوا يوم الثلاثاء منطقة راشدين الربيع بالقرب من حلب.
وفي حديث لوكالة الصحافة الفرنسية، قال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إن "هذا التطور يعني أن النظام سيطر لأول مرة منذ العام 2012 سيطرة كاملة على الطريق السريع م5".
ويساعد تقدم النظام على تأمين حلب وهي التي كانت تشكل سابقا المركز الصناعي في البلاد، والتي ما تزال تتعرض لنيران الصواريخ المتقطعة من قبل جماعات المعارضة.
وتأتي استعادة الطريق السريع الاستراتيجي في الوقت الذي يواصل فيه النظام وحلفاؤه هجومهم على منطقة إدلب وحلب، رغم التحذيرات التركية المتكررة من مغبة هذا العمل.
وفي حديث لديارنا، أكد الناشط من إدلب هيسم الإدلبي، أن مناطق عدة من ريفي إدلب وحلب تعرضت لغارات عنيفة نفذتها الطائرات الروسية والسورية، ما أسفر عن مقتل نحو 30 قتيلا وعدد من الجرحى حالة البعض خطرة.
وتابع أن اكثر البلدات التي تعرضت للغارات الجوية هي ابين سمعان في ريف حلب الغربي والتي سقط فيها ستة أطفال بالاضافة إلى آخرين، بالإضافة إلى قرى وبلدات الشيخ علي وكفر نوران وأورم الصغرى ومدن الأتارب وإدلب وجسر الشغور.
وقال الإدلبي أن فرق الاسعاف تعمل بظروف صعبة جدا بسبب كثافة الغارات الجوية واستهدافها المسعفين وسياراتهم.
النظام يواصل تقدمه
وكشف الإدلبي أن معارك عنيفة استمرت يوم الثلاثاء في ريف إدلب وحلب في ظل غارات جوية وعمليات قصف عنيفة، لافتا إلى أن قوات النظام تتقدم باتجاه بعض بلدات ريف حلب بينها خربة جزرايا وجدرايا.
وأكد أنهم وصلوا إلى أطراف كفر حلب والقناطر والفوج.
واستهدفت فصائل المعارضة بقيادة الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا قوات النظام والميليشيات المتحالفة معه في ريف إدلب الشرقي، لا سيما على محور سراقب ومحور النيرب وعلى الأطراف الجنوبية والشرقية لبلدة سرمين
وأضاف أن فصائل المعارضة احتشدت وسط العملية الهجومية التي يشنها النظام، وتفيد بعض التقارير أنهم يستعدون لشن هجوم مضاد لاستعادة مدينة سراقب وضواحيها التي سقطت بيد النظام قبل بضعة أيام.
وذكر أن الجيش الوطني السوري بدأ الاستعدادات لهذه العملية، مشيرا إلى أن الجيش التركي يمهد له الطريق بقصف أولي.
وتابع الإدلبي أن أكثر من 500 آلية عسكرية تركية ومئات الجنود وصلوا في الوقت نفسه إلى محافظة حلب لتعزيز الوجود العسكري التركي هناك وإنشاء مواقع جديدة.
وأردف أن القوات التركية استهدفت مواقع للنظام السوري يوم الثلاثاء بقصف مكثف بعد مقتل خمسة من جنودها عندما تعرضت قافلتهم العسكرية لإطلاق النار في ريف إدلب.
وفي اليوم نفسه، تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن يدفع النظام السوري "ثمنا باهظا" في حال شن أي هجوم على القوات التركية.