استمر التوتر في التصاعد في شمال غرب سوريا يوم الأربعاء، 11 فبراير/شباط، بعد إسقاط طائرة مروحية عسكرية تابعة للنظام السوري في ريف إدلب، فيما واصل النظام هجومه على الرغم من المعارضة التركية.
وقد حذر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأربعاء أن تركيا ستضرب قوات النظام "في كل مكان" في حالة تعرض الجنود الأتراك لأي هجوم جديد، وفي نفس الوقت اتهم روسيا حليفة النظام بارتكاب "مذابح" في إدلب.
وقد جاءت تهديدات إردوغان عقب وقوع اشتباكات مباشرة بين القوات التركية وقوات النظام السوري على مدار الأيام العشرة الماضية، وهو ما أدى إلى توتير علاقات تركيا مع روسيا، وهي أحد الدول الرئيسية الداعمة للنظام السوري.
وفي هذه الأثناء، عززت تركيا مواقعها في إدلب بمئات العربات التي تحمل القوات الخاصة ومدافع الهاوتزر والجنود الذين عبروا الحدود في الأيام القليلة الماضية.
ومنذ 3 شباط/ فبراير، قال إردوغان إن 14 تركيًا قد قتلوا وأصيب 45 آخرون في قصف النظام السوري لإدلب.
إلا أن قوات النظام السوري، مدعومة بالغارات الجوية الروسية، واصلت هجومها لاستعادة إدلب وذلك على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه عام 2018 بين تركيا وروسيا.
وقد أسفر الهجوم عن مقتل مئات المدنيين منذ كانون الأول/ديسمبر،وتسبب في فرار مئات الآلاف بحثًا عن ملاذ آمن في ظل أحوال جوية قارصة في الشتاء.
وفي تحرك نادر يوم الأربعاء، انتقد إرودغان روسيا مباشرة.
وقال إن "النظام، مدعومًا بالقوات الروسية والمسلحين الذين تدعمهم إيران، يهاجم المدنيين باستمرار ويرتكب مذابح ويسفك الدماء".
وأضاف أن تركيا ستقوم "بكل ما هو ضروري" لدفع قوات النظام السوري على التراجع وراء 12 نقطة مراقبة أقامتها في إدلب بموجب الاتفاق.
إسقاط مروحية سورية
هذا وقد تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع إردوغان هاتفيًا يوم الأربعاء.
كما عقد وفد روسي يضم مسؤولين عسكريين واستخباريين جولتين من المباحثات في أنقرة هذا الأسبوع، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق ملموس.
فيما قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن وفدًا تركيًا سيتوجه الآن إلى موسكو "في الأيام القليلة القادمة".
وفي هذه الأثناء، وصل المبعوث الأميركي الخاص لسوريا جيمس جيفري إلى أنقرة في وقت متأخر من يوم الثلاثاء لعقد اجتماعات مع المسؤولين الأتراك.
وقد وصلت قافلة جديدة من العربات المدرعة التركية يوم الأربعاء إلى بلدة بنش في شمال شرق مدينة إدلب.
لكن القوات السورية تتقدم بلا هوادة، حيث استعادت العديد من البلدات واستعادت السيطرة الكاملة على طريق م5 السريع الحيوي للمرة الأولى منذ العام 2012.
وفي هذه الأثناء، أسقطت فصائل مسلحة معارضة يوم الثلاثاء مروحية عسكرية تابعة للنظام السوري بالقرب من قرية قميناس جنوب شرق مدينة إدلب.
حيث قال الناشط مصعب عساف، وهو من مدينة إدلب، لديارنا إن الطائرة انفجرت في الجو وسقط حطامها في منطقة سيطرة الفصائل، مضيفًا أن الغارات وعمليات القصف تواصلت في العديد من المناطق، ومنها مدينة إدلب.
وقالت وسائل إعلام سورية يوم الأربعاء إن ثلاثة أفراد من طاقم الطائرة قتلوا في الهجوم، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في حصيلة أولى إن طيارين اثنين قتلا.
استمرار القتال على عدة محاور
وأضاف عساف أن العمليات العسكرية تتواصل على العديد من المحاور في ريف إدلب، مضيفًا أن هيئة تحرير الشام والفصائل الموالية تمكنت من استعادة مدينة النيرب بعد أن كان جيش النظام قد سيطر عليها مؤخرًا.
وبعد سيطرة قوات النظام على الطريق السريع م5 يوم الثلاثاء، قامت بتطهير المناطق الواقعة غرب الطريق مباشرة في محافظة حلب من مقاتلي المعارضة والمقاتلين المتطرفين.
وبدوره، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن "المناطق المجاورة للطريق السريع م5 من الغرب في محافظة حلب أصبحت الآن تحت سيطرة قوات النظام".
وأشار المرصد ووسائل إعلام حكومية إلى إن قوات النظام تستعد الأربعاء لإخراج المنافسين من المناطق الشرقية للطريق، في تحرك سيؤمن الطريق بالكامل من هجمات المعارضة.
فيما أكد عساف أن الغارات الجوية التي تنفذها الطائرات العسكرية الروسية والسورية تستمر في استهداف العديد من مناطق ريفي إدلب وحلب، مشيرًا إلى أنها استهدفت أيضًا منطقة سكنية في مدينة إدلب.
وحسب المرصد، فقد قتل 12 شخصًا وأصيب 25 آخرون في حصيلة أولية. ونصف هؤلاء القتلى من الأطفال.
ولفت عساف إلى استهداف العديد من مخيمات النزوح العشوائية بأنحاء متفرقة من ريفي إدلب وحلب، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى.