أخبار العراق
أمن

قوات النظام السوري على أبواب سراقب

وليد أبو الخير من القاهرة ووكالة الصحافة الفرنسية

مواطن من إدلب يتجه في شاحنة محملة بأثاثه ومقتنياته إلى مناطق أكثر أمانا هربا من الغارات الجوية الروسية والسورية. [حقوق الصورة لموقع Idlib Plus]

مواطن من إدلب يتجه في شاحنة محملة بأثاثه ومقتنياته إلى مناطق أكثر أمانا هربا من الغارات الجوية الروسية والسورية. [حقوق الصورة لموقع Idlib Plus]

قال ناشط محلي لديارنا يوم الاثنين، 3 شباط/فبراير، إن قوات النظام السوري والميليشيات المتحالفة معها تقدمت نحو محيط مدينة سراقب في محافظة إدلب حيث سيطرت على عدد من البلدات والقرى.

وأكد الناشط من إدلب مصعب عساف أنهم ما زالوا حتى الآن خارج الحدود الإدارية للمدينة، مشيرا إلى أن النظام اختار تطويقها بدلا من الدخول إليها.

وتعتبر مدينة سراقب استراتيجية خصوصا لقرب موقعها من مدينة إدلب، المعقل الرئيس لتحالف هيئة تحرير الشام المتطرف.

وأضاف عساف أن البلدات والقرى التي وقعت مؤخرا بيد النظام هي كفر بطيخ وداديخ في الريف الجنوبي الشرقي لسراقب، إضافة إلى انقراني وحزان وبلدات ارمانيا ومعر حطاط.

جرحى بين عناصر الخوذ البيضاء إثر غارة جوية على مقربة من مدينة سراقب في محافظة إدلب. [حقوق الصورة للدفاع المدني السوري]

جرحى بين عناصر الخوذ البيضاء إثر غارة جوية على مقربة من مدينة سراقب في محافظة إدلب. [حقوق الصورة للدفاع المدني السوري]

الدخان يتصاعد في ريف إدلب عقب غارة جوية روسية. [حقوق الصورة لمركز إدلب الإعلامي]

الدخان يتصاعد في ريف إدلب عقب غارة جوية روسية. [حقوق الصورة لمركز إدلب الإعلامي]

وذكر أن "هذا المسار يشير بوضوح إلى نية النظام السيطرة على الطرق الرئيسية في المنطقة وخصوصا الطريقين السريعين أم 5 وأم 4.

ويربط الطريق السريع أم 5 دمشق بمدينة حلب عبر محافظة إدلب.

وتقع سراقب أيضا عند تقاطع الطريق السريع أم 4 الذي يمتد من غرب إلى شرق إدلب، ويربط معقل النظام الساحلي في اللاذقية بحلب.

وتابع عساف أن معارك عنيفة تدور عند محاور تل مرديخ والمناطق المحيطة به جنوب سراقب، حيث تتمركز قوات هيئة تحرير الشام وحلفائها.

وكشف عن استمرار الغارات الجوية الروسية والسورية وعمليات القصف الصاروخي على مدينة سراقب ومحيطها بشكل عنيف، مستهدفة المباني والمنشآت كافة.

وأكد تعرض المستشفيات والنقاط الطبية وفرق الاسعاف للقصف، حيث أفادت الخوذ البيضاء عن تدمير مستشفى الشامي ومقتل طبيب وإصابة سبعة مسعفين على الاقل في استهداف مباشر.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل ما لا يقل عن ثمانية مدنيين في غارة جوية استهدفت يوم الاثنين المنطقة الشمالية الشرقية.

ولفت أيضا إلى مقتل 14 مدنيا في غارات يوم الأحد.

وأوضح المرصد أن ضحايا يوم الاثنين هم من النازحين الذين لقوا حتفهم عندما أصاب صاروخ سيارتهم أثناء مغادرتهم منطقة شديدة الاضطراب في محافظة حلب، دون أن يحدد مصدر القصف.

احتكاكات بين القوات التركية والروسية

وكشف عساف عن وجود عدة نقاط مراقبة تركية داخل المدينة وفي محيطها، وهذا ما دفع النظام وحلفاءه إلى عدم اقتحام المدينة.

وأنشأت هذه القواعد عام 2018 لمراقبة وقف إطلاق النار، بناء على اتفاق بين تركيا وروسيا.

ولفت إلى أن "قوات النظام السوري كانت على بعد ما لا يقل عن خمسة كيلومترات من المدينة، وبقيت لساعات على هذه المسافة".

وتحدث المرصد عن تبادل إطلاق النار بين القوات التركية وقوات النظام السوري يوم الاثنين في المنطقة أدى إلى سقوط قتلى، وذلك بعد ليلة من الاشتباكات بدأت بقصف النظام مواقع تركية في إدلب.

وقالت وزارة الدفاع التركية إن أربعة جنود أتراك قتلوا وجرح تسعة آخرون رغم التنسيق المسبق حول المكان الذي ستتمركز به قوات أنقرة.

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أنقرة لم تعط أي تحذير مسبق عن تحركات قواتها وقت وقوع الحادث.

وأفاد المرصد أن الهجمات الصاروخية الانتقامية التي شنتها أنقرة لاحقا على مواقع النظام السوري في إدلب وحماة واللاذقية، أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 13 عنصرا من قواته وإصابة 20 آخرين.

روسيا ’لا تحترم‘ الاتفاقات

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد اتهم الأسبوع الماضي روسيا بـ "عدم احترام" اتفاقات منع النظام من الهجوم على إدلب.

وأضاف يوم الاثنين أن تركيا لا تستطيع "البقاء صامتة" إزاء عمليات القتل التي تستهدف عناصر قواتها، محذرا روسيا من عدم الوقوف في طريق ردها.

وأكد مسؤول تركي كبير أن اعتداء النظام السوري على القوات التركية كما العملية الهجومية التي يقوم بها تم تنفيذهما "بغطاء روسي".

وقال المتحدث باسم الحزب الحاكم، عمر جليك، لشبكة سي.أن.أن التركية: "يتعين على روسيا أن تكف عن حماية عناصر النظام الذين يهاجمون القوات التركية في هذه المنطقة".

وذكر المرصد أن قافلة عسكرية تركية تضم مئات الآليات دخلت صباح الأحد شمال سوريا وانتشرت في إدلب ومحافظة حلب المجاورة.

وخلال سنوات الحرب نزح نصف سكان منطقة إدلب، ويقيم العديد منهم اليوم في ملاجئ خطرة في الريف على طول الحدود التركية.

وتخشى أنقرة من أن يؤدي القتال الأخير إلى نزوح جماعي آخر، علما أن تركيا تستضيف على أراضيها أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500