قال مسؤولون إن فرق إزالة الألغام العراقية تعمل بالتعاون مع جهات دولية على إزالة الألغام التي زرعها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) قبل أن طرد، بالإضافة إلى مخلفات الحرب الأخرى.
وإلى جانب هذه الجهود، عملت الفرق العراقية والدولية أيضا على زيادة الوعي بمخاطر المتفجرات.
وقال مدير عام دائرة شؤون الألغام العراقية عيسى الفياض "نسعى لتكثيف أنشطتنا في زيادة وعي السكان المحليين".
وأضاف لديارنا "تنظم فرقنا الجوالة حاليا عدة حملات تنبه الأهالي النازحين وكذلك العائدين لمناطق سكنهم الأصلية لخطر العبوات الناسفة والألغام والمتروكات الحربية".
وتابع أن هذه الوحدة توفر توجيهات عن كيفية التصرف في حال العثور على أجسام غربية، كما تقدم رقما مجانيا (182) يستطيع السكان الاتصال به للتواصل مع دائرة شؤون الألغام.
ويمكن التواصل مع الدائرة عبر الرقم المجاني 115.
كذلك، ذكر الفياض أنه تم نشر حملات توعية وتنظيم ندوات ومحاضرات في دور العبادة والمدارس والأماكن العامة، كما تم تنظيم زيارات ميدانية لمنازل مواطنين ومخيمات نزوح.
ولفت إلى أنه تم أيضا توزيع ملصقات ومنشورات إرشادية.
تفكيك العبوات الناسفة
وأشار إلى أن كوادر دائرته وبقية المؤسسات الوطنية والدولية تعمل على تفكيك وإبطال مفعول العبوات الناسفة والألغام المخبأة أو المطمورة تحت الأرض.
ولفت إلى أن المشكلة قائمة، لا سيما في محافظة الأنبار ونينوى.
وقال "بفضل عملنا المستمر واليومي في مجال مسح المناطق الملوثة وتنظيفها، استطعنا تحقيق نتائج إيجابية".
وأضاف "نجحنا في معالجة الآلاف من الأجسام القابلة للانفجار".
وزرع عناصر داعش المتفجرات في كل مكان، في المناطق السكنية ووسط البنى التحتية، وذلك في محاولة لتعويق تقدم القطعات العسكرية وعرقلة جهود البناء والاستقرار.
وبدوره، قال معمر صلاح الدين عبد السلام مدير المركز الشمالي بدائرة الألغام إنه تمت إزالة أكثر من عشرة آلاف عبوة ولغم من مدينة الموصل وحدها.
وأضاف لديارنا أن مساحة التلوث في محافظة نينوى باتت محصورة في نحو كيلومترين مربعين.
وذكر "جهودنا كبيرة، نعمل ليل نهار على محاربة التهديد الذي تمثله هذه المخلفات وتهيئة بيئة أكثر أمانا للمواطنين".
وتابع "بالأمس القريب كانت مدن محررة كثيرة تشكو من كثرة العبوات والألغام، غير أنها باتت الآن نظيفة وتشهد نشاطا سكانيا وعمرانيا متواصلا".
ولفت عبد السلام إلى أن ذلك يعود بشكل كبير إلى التعاون بين مختلف الجهات التي تعمل على إزالة المتفجرات.
جهد تعاوني
وأوضح "لدينا عمل مشترك مع مديرية الهندسة العسكرية بوزارة الدفاع ومديرية مكافحة المتفجرات بوزارة الداخلية"، ومع عدد من المنظمات الدولية المختصة.
وتشمل هذه الأخيرة المجموعة الاستشارية المعنية بالألغام (ماغ) ومنظمة "هيلو تراست" والمنظمة السويسرية لمكافحة الألغام (أف.أس.دي) ومنظمة "هانديكاب إنترناشونال" والمجموعة الدانماركية لإزالة الألغام (دي.دي.جي) ومنظمة "بيبلز أيد" النرويجية (أن.بي.أي).
وأكد عبد السلام "لا نتعاون مع هذه الجهات في إزالة الألغام فقط، وإنما ننشط معها أيضا بتنفيذ مشاريع مشتركة تصب في تعزيز سلامة المواطنين من خطر المخلفات غير المنفجرة".
وأشار إلى أن برامج الإرشاد تمكنت من زيادة وعي الأهالي في ما يخص هذه المسألة وتشجيعهم على تقديم البلاغات وعدم العبث بأي جسم غريب.
وذكر أن كل هذه التدابير ستساعد على إنقاذ الأرواح، مضيفا أنه بالرغم من هذه الجهود، فلا يزال خطر المتفجرات موجودا.
ففي 22 تشرين الثاني/نوفمبر، انفجرت عبوة ناسفة بالقرب من مدينة الشورة في نينوى، مما أسفر عن مقتل أربعة طلاب وإصابة سبعة آخرين أثناء توجههم إلى المدرسة.
وفي مطلع شهر تشرين الثاني/نوفمبر، أدت السيول والأمطار الغزيرة التي هطلت إلى اكتشاف مخبأ تحت الأرض للسلاح في منطقة كيلو-160 بصحراء الأنبار.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية تحسين الخفاجي لديارنا إن قوات الجيش سخّرت كل طاقتها بعد موجات الأمطار والسيول، لإنقاذ الأهالي ودفع الأذى عنهم.
وأضاف "وجهنا كل مجهودنا الإغاثي والطبي لإخلاء ومساعدة السكان المتضررين وقمنا بإنشاء سواتر ترابية ومتاريس لمنع تدفق المياه إلى مناطقهم وعدم وصول أية مخلفات خطرة إليها".
وتابع الخفاجي أن الجهد العسكري الهندسي أجرى مسوحات ميدانية للتأكد من خلو المناطق من المتفجرات ودعم حملات توعية المواطنين.