نجحت الحكومة العراقية حتى اليوم بإزالة ما يقارب 30 ألف لغم وعبوة ناسفة خلفها تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش) وراءه في مدينة الموصل، علما أن جهود تنظيف المدينة والمحافظة لا تزال متواصلة.
وقال مسؤولون عراقيون إن جهود الحكومة ساهمت إلى حد كبير، ولكن ليس نهائيا، في إبعاد الخطر عن السكان، إذ أن أراض واسعة من الناحية الغربية من المدينة لا تزال مزروعة بالمتفجرات.
وفي الأساس، زرعت داعش الألغام لمنع القوات العراقية من الوصول إلى مناطق سيطرتها، وزرعتها في وقت لاحق مع انسحابها من تلك المناطق من أجل إلحاق الضرر بقوات التحرير ومنع الأهالي من العودة.
'وضعوا المتفجرات في كل مكان'
وقال خلف الحديدي عضو مجلس محافظة نينوى في حديث لديارنا إن عدد الألغام التي زرعتها داعش في الموصل "يفوق الخيال".
وذكر "وضعوا المتفجرات في كل مكان، في أعمدة الكهرباء وأثاث المنازل وحتى لعب الأطفال".
ونوه بأن "الحكومة تفعل ما بوسعها للتصدي لذلك الخطر"، لافتا إلى سقوط ضحايا من أعضاء فرق رفع الألغام والأهالي.
وقال الحديدي إنه لا بد من التعامل مع المشكلة بحزم أكبر عبر "استنفار كل الطاقات وإطلاق حملة تطهير واسعة" بمساعدة الشركاء العالميين للعراق.
وأضاف أنه سيشمل ذلك توفير المزيد من التقنيات المتطورة لاكتشاف وتفكيك المتفجرات وتوفير التدريب لضمان انتشار المزيد من فرق رفع الألغام.
تقدم الفرق بوتيرة أسرع
وفي هذا السياق، قال معمر صلاح الدين عبد السلام مدير المركز الإقليمي الشمالي لإزالة الألغام التابع لوزارة الصحة والبيئة إن عملية رفع المتفجرات من مدينة الموصل تسير بخطى سريعة.
وتابع في حديث لديارنا "نعمل سوية وبتنسيق عالي المستوى مع أفراد شرطة مكافحة المتفجرات والهندسة العسكرية ومع برنامج الأمم المتحدة لإزالة الألغام وعدة منظمات وشركات محلية ودولية".
وأشار إلى أن الجهود المشتركة نجحت في إزالة 27 ألف لغم وعبوة ناسفة من أرجاء الموصل "غير أن حجم التلوث الذي تقدر مساحته الإجمالية في محافظة نينوى [بنحو 115 كيلومترا مربعا] لا يزال مرتفعا".
وأوضح أنه "من الصعب جدا تحديد كم تبقى من العبوات الناسفة والألغام، لأن العديد منها وخاصة بالجانب الغربي من الموصل مطمورة تحت أنقاض المباني المهدمة".
وذكر عبد السلام أن الفرق تتعامل يوميا مع أنواع مختلفة من المتفجرات، بعضها بسيطة نسبيا وأخرى مصممة بطرق احترافية.
وأضاف أنه بالإضافة إلى أن العبوات الناسفة التي زرعها عناصر داعش كانت مخفية، كان العديد منها مزروعا على شكل شبكات تصفها فرق رفع المتفجرات بـ"مصائد الموت".
وتابع "غالبا ما لجأ التنظيم إلى حشو قنابله بمواد شديدة التفجير مثل السي فور أو كرات حديدية أو مسامير أو حتى مواد كيميائية".
خطة عمل لرفع الألغام
وبدوره، قال عيسى الفياض مدير شؤون دائرة الألغام الوطنية إن "إعلان خلو الموصل وكافة المناطق المحررة من المتفجرات هو هدف استراتيجي".
وأكد لديارنا "نعمل بطاقتنا القصوى لتخطي هذا التحدي الخطير الذي يمس بصورة مباشرة حياة الناس".
وتابع "وضعنا خطة عمل طموحة بمشاركة جهات محلية ودولية تمتد حتى عام 2021".
وذكر أن هذه الخطة تركز على "تعزيز وتطوير قدراتنا في مجال مكافحة العبوات الناسفة والألغام والقذائف غير المنفلقة وتوعية السكان بمخاطرها".