أخبار العراق
إرهاب

مقاتلو داعش يستخدمون أساليب يائسة في الموصل

علاء حسين من بغداد

عثرت قوات الأمن العراقية على دبابات خشبية في الموصل يستخدمها عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" للتمويه في محاولة يائسة لإحباط الهجمات الجوية للقوات العراقية وقوات التحالف. [مصدر الصورة وزارة الدفاع العراقية]

عثرت قوات الأمن العراقية على دبابات خشبية في الموصل يستخدمها عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" للتمويه في محاولة يائسة لإحباط الهجمات الجوية للقوات العراقية وقوات التحالف. [مصدر الصورة وزارة الدفاع العراقية]

قال مسؤولون أمنيون لموقع ديارنا إن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) استخدم مجموعة من الاستراتيجيات الجديدة الوحشية في خطوة يائسة للاحتفاظ بمدينة الموصل الواقعة في محافظة نينوى والتي تعد آخر معقل للتنظيم في العراق.

وفي الأسابيع الأربعة الماضية أي منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر عندما انطلقت معركة تحرير الموصل بشكل رسمي، واجهت القوات العراقية مئات السيارات المفخخة والأعداء الذين يتحركون عبر شبكة أنفاق واسعة.

وكان قناصو داعش نشطين أيضاً واختبأوا بين صفوف المدنيين، الأمر الذي اضطُر قوات التحرير إلى اتخاذ الحيطة والحذر.

في هذا السياق، قال المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعمان لديارنا، إن عناصر داعش استعدوا خلال العامين الماضيين لمعركة لا مفر منها تهدف إلى إخراجهم من المدينة، وذلك عبر حفر شبكة أنفاق واسعة تحت الأرض.

وأوضح أن التنظيم استخدم "معدات ثقيلة في الحفر كالحفارات الميكانيكية والجرافات وهو ما يعكسه حجم تلك الأنفاق وعمقها".

ولم يستبعد أن يكون التنظيم قد استخدم السجناء الذين يحتجزهم للمساعدة في أعمال الحفر الشاقة.

وأشار إلى أن قوات جهاز مكافحة الإرهاب واجهت هذا التحدي سابقاً خلال معركة الفلوجة وصارت تمتلك منذ ذلك الحين الحرفية في مواجهته.

وتابع "لقد واجهنا الأنفاق في مناطق برطلة و كوكجلي المحررتين، والأنفاق هناك ساعدت على هرب عناصر التنظيم ولم تساعدهم على المشاغلة والقتال".

ولفت إلى أن تكتيك الأنفاق يصبح أقل فعالية مع توغل القوات الأمنية إلى الأحياء السكنية، ذلك أن حفر الخنادق تحت البيوت والأزقة يُعد أصعب بالمقارنة مع المناطق المفتوحة.

دروع بشرية

وأكد أن ما يعرقل تقدم قوات التحرير بشكل خاص في محور شرق الموصل هو استخدام التنظيم المدنيين كدروع بشرية .

وأوضح "فهم يطلقون قذائف الهاون من المنازل المأهولة وقناصوهم يعتلون الأسطح دون مراعاة لأرواح المدنيين، وهو أمر يجعل القوات المسلحة محددة في الرد على مصادر النيران تلك".

وبدوره، قال قائد قوات الحشد العشائري الشيخ نزهان اللهيبي من جنوب الموصل، إن استخدام داعش المدنيين كدروع بشرية غير محصور باستخدامها منازلهم كمواقع لضرب القوات العراقية.

وتابع في حديث لديارنا أن مقاتلي التنظيم "يسوقون المئات من الأسر معهم أينما تحركوا ليحتموا بها".

وأضاف أن التنظيم يحاول أن يجمع أكبر عدد من المدنيين داخل الأحياء السكنية التي يتمركز فيها مقاتلوه لمنع زحف القوات العراقية وتجنب نيران الأسلحة العراقية.

وأشار إلى أن هذه الخطوة تظهر عدم مراعاته لحياة ورفاه أهالي الموصل، وبينهم نساء وأطفال.

دبابات خشبية

وفي حين استخدمت داعش سيارات مفخخة وانتحاريين لإبطاء تقدم وهجوم القوات البرية، عمدت أيضاً إلى أساليب مضللة في محاولة إحباط الغارات الجوية التي تنفذها القوات العراقية وقوات التحالف.

ويشمل ذلك استخدام التنظيم الدبابات الخشبية للتمويه و دخان الآبار النفطية التي يضرم النار عليها لإخفاء وجود مقاتليه وتحركاتهم.

ومن جهته، قال مسؤول إعلام الفرقة العسكرية الـ 16 في الجيش المقدم عباس أحمد إن القوات العراقية عثرت بعد تحرير منطقة البوعويزه على مخزن كبير يضم عدد من المجسمات الخشبية المصممة على شكل دبابات وعجلات مدرعة.

ولفت في حديث لديارنا إلى أن داعش كانت تخطط لاستخدام هذه المجسمات لتمويه الطيران العسكري الداعم لتقدم القوات البرية وليشغله عن مدرعاته الحقيقية.

وأظهرت صور هذه "المجسمات" التي التقطتها وزارة الدفاع عجلة هامفي خشبية مطلية بحيث تشبه عجلة حقيقية وهي مزودة بعجلات خشبية، هذا بالإضافة إلى عجلة أخرى مصممة على شكل دبابة لم تطلى بعد.

وقال أحمد "قبل ذلك أقدم التنظيم على حرق العشرات من الآبار النفطية في محيط مدينة الموصل وتحديداً في مدينتي القيارة والشورة جنوب وجنوب شرقي المدينة بهدف خلق طبقة من الدخان".

ولفت إلى أن ذلك كان يهدف إلى منع رصد الطائرات العسكرية مقاتلي داعش.

وختم قائلاً إن قادة عسكريين أكدوا على أن هذه الاستراتيجية لم تكن فعالة على الإطلاق.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500