أخبار العراق
أمن

تكتيكات داعش بالموصل تفشل في إجبار القوات العراقية على التراجع

خالد الطائي

جنود من القوات العراقية الخاصة يقومون بتأمين شارع خلال إحدى العمليات ضد مقاتلي ’الدولة الإسلامية في العراق والشام‘ في حي البكر شرق الموصل في 30 تشرين الثاني/نوفمبر، 2016. [توماس كويكس/وكالة الصحافة الفرنسية]

جنود من القوات العراقية الخاصة يقومون بتأمين شارع خلال إحدى العمليات ضد مقاتلي ’الدولة الإسلامية في العراق والشام‘ في حي البكر شرق الموصل في 30 تشرين الثاني/نوفمبر، 2016. [توماس كويكس/وكالة الصحافة الفرنسية]

على الرغم من لجوء مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) إلى تكتيكات يائسة دفاعا عن آخر ما تبقى لهم من أحياء سكنية في مدينة الموصل، إلا أن تلك المحاولات محكومة بالفشل، وفق ما يؤكد مسؤولون عراقيون.

ويقول العميد يحيى رسول الناطق باسم العمليات المشتركة لديارنا إن داعش عمد إلى الدفع بالمزيد من مقاتليه الانتحاريين لإرغام القطعات العسكرية على إبطاء تحركها.

ولجأ التنظيم أيضا إلى نشر قناصته على أسطح المنازل المأهولة بالساكنين الذين يستخدمهم كدروع بشرية في صد نيران القوات العراقية، وفق ما أضاف.

وذكر رسول أن "العدو يعتمد أيضا على إخراج المدنيين من منازلهم بالقوة للاحتماء والمناورة بهم من حي لآخر".

جندي عراقي يسلم على فتاة صغيرة وعائلتها في أحد الأحياء التي حررت مؤخرا في الموصل. [حقوق الصورة لجهاز مكافحة الارهاب]

جندي عراقي يسلم على فتاة صغيرة وعائلتها في أحد الأحياء التي حررت مؤخرا في الموصل. [حقوق الصورة لجهاز مكافحة الارهاب]

وتابع "هذا أسلوب جبان اعتدنا عليه من هؤلاء الإرهابيين الذين لا يأبهون لأرواح المدنيين عندما يفجرون أنفسهم وعجلاتهم في الشوارع والأزقة الضيقة للمدينة".

تصميم على إلحاق كل الهزيمة بداعش

وشدد "نواجه عصابة مجرمة كل شيء لديها مباح. يعرفون جيدا حرصنا الكبير على حياة المدنيين ويحاولون اللعب على هذه الورقة".

واستدرك، "لكنهم ينهارون ومقاومتهم تضعف تدريجيا. لديهم أساليبهم وتكتيكاتهم الخبيثة ولدينا العزيمة على دحرهم وحماية أهلنا".

ورغم تلك العراقيل إلا القوات الأمنية تمكنت من انتزاع معظم أحياء الجانب الأيسر من الموصل وكان آخرها أحياء عدن والبكر والانتصار.

وقد أعلن قادة عراقيون أن 40 في المائة من شرق المدينة قد حرر بالفعل خلال العملية التي انطلقت في 17 تشرين الأول/أكتوبر.

ويوضح رسول "جنودنا يتمتعون بخبرة جيدة في قتال الشوارع واستخباراتنا العسكرية تكشف كل تحركات وخطط العدو". وزاد "نقترب من الدخول إلى أحياء الساحل (الجانب) الأيمن والوصول لمركز المدينة".

ويذكر جاسم حنون، وهو خبير أمني ومسؤول سابق بوزارة الداخلية العراقية لديارنا، أن عناصر داعش سعوا وعلى مدى العامين الماضيين إلى الاستعداد لهذه المعركة.

"لكنهم وبالمقابل يواجهون قطعات عسكرية مسلحة ومدربة جيدا على القتال في أحلك الظروف، وعلاوة على ذلك هناك مجتمع محلي رافض لوجودهم ويريد الخلاص منهم".

تكتيكات يائسة

وأظهر التقدم العسكري قيام التنظيم في شمال الموصل بنشر مجسمات لمدرعات وآليات عسكرية مصنوعة من الخشب والبلاستيك بين المناطق السكنية لإيهام القوات الأمنية وتضليل الطائرات الحربية التابعة لسلاح الجو العراقي وقوات التحالف.

كما عثرت القوات خلال تقدمها على شبكات من الممرات السرية المعقدة تحت الأرض حفرها عناصر داعش باستخدام الجرافات وبمعاول ضحاياهم السجناء.

ويؤكد حنون إن "هذه الأنفاق التي تصل بعضها بين منطقة وأخرى كانت جزءا من الأساليب الدفاعية للمسلحين والتي أظهرت فشلها كذلك".

وتابع "ليس أمام الإرهابيين الآن وبعد فقدانهم للكثير من مواردهم البشرية والقتالية سوى اعتماد خيار القتال خلف المدنيين وجّر القوات إلى مناطق اشتباك آهلة بالسكان لتعطيل التقدم".

واستدرك "وهذا التكتيك تتعامل معه قواتنا بحذر شديد خوفا على سلامة الأهالي وباستعداد أكبر على مباغتة العدو واستهدافه".

تقدم المعركة

وعرضت وزارة الدفاع العراقية، الأحد 20 تشرين الثاني/نوفمبر، على موقعها الالكتروني تسجيلا مصورا يظهر تجول عناصر من الاستخبارات العسكرية في قلب مدينة الموصل، في مهمة وصفت بالجريئة والنوعية.

وظهر مركز المدينة حسب التسجيل شبه خال إلا من حركة محدودة للسيارات المدنية مع وجود نقاط حراسة لداعش.

ويؤكد نائب رئيس مجلس محافظة نينوى، نور الدين قبلان، لديارنا إن "نفوذ تنظيم داعش في وسط الموصل يتراجع، فالتنظيم يزج بكل ثقله في معارك شرق المدينة وفي محاور القتال الأخرى".

وقال "هناك انكسار كبير في معنويات الإرهابيين ويحاولون رفعها بإطلاق الشائعات بين الأهالي عن استعادتهم السيطرة على المناطق التي فقدوها أو نشر بيانات وأخبار كاذبة حول الخسائر في صفوف الجيش".

وشدد قبلان "معركة تحرير الموصل تتقدم رغم كل التكتيكات القذرة للدواعش واستخفافهم بحياة الأبرياء".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500