أخبر أهالي قرية كوكجلي المحررة حديثاً في الطرف الشرقي من الموصل لموقع ديارنا، أنهم عانوا من القمع والسجن والتعذيب تحت قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش).
واحتلت داعش القرية لمدة سنتين قبل أن تحررها القوات العراقية في 2 تشرين الثاني/نوفمبر ، وأكد السكان أنهم عاشوا هذه الفترة في خوف دائم من طغيان واستبداد التنظيم.
وقال محمود شكر المقيم في حي مشروع الماء في كوكجلي، "لم نكن نخرج من منازلنا لأسابيع بسبب الخوف من الدواعش. كانوا مجرمين والقتل عندهم كشرب الماء".
وأضاف لديارنا "قيدوا حركتنا وحريتنا ومن لم يطع أحكامهم فكان مصيره إما الموت أو السجن والتعذيب".
وتابع "الحياة كانت سوداء بلا لون تحت حكمهم. والآن أشرقت شمس الحرية".
أمل في المستقبل
وعبّر شكر بأمله بالعودة إلى عمله كسائق سيارة أجرة.
وأكد "البطالة أنهكتنا. كل مدخراتنا نفدت، فبعت ما لدي لتأمين الطعام. لكني أخيراً سأعود للعمل وأعيل أسرتي".
وقال إنه لا يصدق لحد الآن أن منطقته تحررت وإن حكم داعش بات "من الماضي".
وأضاف "لم أتمالك نفسي من شدة الفرحة. رقصت في الشارع وقبلت رؤوس الجنود ورقصوا معي".
وذكر أن القوات الأمنية طلبت من الأهالي البقاء في منازلهم عبر مكبرات صوت، إلا أن ذلك لم يمنع الكثيرين من الخروج إلى الشوارع للترحيب بقوات التحرير.
وبدورها، قالت أم عبد الله وهي من سكان كوكجلي، إنه عندما كانت القرية تحت سيطرة داعش، "أجبرونا [المسلحين] على التزام المنازل".
وأوضحت لديارنا "لم نكن قادرين على الخروج إلا للضرورة القصوى، وبصحبة محرم. وكان علينا ارتداء النقاب الأسود الفضفاض".
وتابعت "حرمونا من العمل ومن الحياة كبشر".
كذلك، استمرت انتهاكات عناصر داعش حتى آخر لحظات هزيمتهم على يد القوات العراقية ، حسبما ذكر أحد السكان المدعو أبو ماجد لديارنا.
وقال "قام الدواعش وعلى أثر الهزيمة، بإطلاق النار عشوائياً على منازل المواطنين ومن بينها منزلي وكانوا يهدفون إلى إلحاق الأذى بالناس. كان وضعهم بائساً وانهاروا بمجرد اقتراب أبطالنا الجنود".
تعاون أمني
ومن جهته، قال محمد إبراهيم رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة نينوى لديارنا إن السكان دعموا القوات العراقية عبر تزويدها بالمعلومات المتعلقة بمواقع التنظيم ومخابئ الأسلحة والعتاد التابعة له.
وأكد أن هذا الدعم ساهم في إحراز الفوز.
وأوضح "كانت بلاغات السكان بمثابة كنز معلومات لقواتنا ومكنتهم من دحر العدو سريعاً".
وتابع أن كوكجلي التي تضم نحو 20 ألف نسمة كانت تمثل خط الصد الثاني لداعش بعد خسارتها مدينة برطلة الواقعة نحو 20 كيلومتراً شرق الموصل.
وذكر أن "الطريق الآن إلى مركز الموصل من ضواحيها الجنوبية الشرقية أصبحت سالكة وتفصل مجرد خمسة كيلومترات قواتنا عن وسط المدينة".
وأكد عبد الرحمن الوكاع وهو عضو في مجلس محافظة نينوى لديارنا، أنه عندما دخلت القوات العراقية إلى قريتي الحود ولزاكة في جنوب الموصل، "انتفض الناس هناك ضد داعش وقتلت عدداً من عناصرها".
وأضاف أنه خوفاً من حصول الأمر نفسه في كوكجلي، عملت داعش على ملاحقة الأهالي وتخويفهم ومعاقبتهم والتضييق عليهم.
وتابع "لكنها فشلت، وقدم السكان لقواتهم الأمنية كل ما احتاجت له من معلومات لحسم المعركة".
عودة حكم القانون
وأوضح أن "الناس في كوكجلي وفي باقي المناطق المحررة كلهم سعداء لخلاصهم من داعش وهم فرحون بعودة حكم القانون والدولة".
وأعلن أن "الكابوس انتهى".
وفي هذا الإطار، أشار المتحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب صباح النعمان لديارنا إلى إن معركة تحرير كوكجلي كانت "سهلة وخاطفة" بفضل تعاون ومساعدة المواطنين.
وذكر "ضربنا جميع أوكار العدو وقتلنا خلال المعركة سبعة مهاجمين انتحاريين واعتقلنا ثلاثة. وقمنا بتمشيط المنطقة للتأكد من خلوها من الإرهابيين وهي حالياً آمنة بشكل كامل".
وشدد النعمان على أن "صفحة الإرهاب في كوكجلي طويت. هدفنا المقبل هو استعادة أحياء الساحل الأيسر من الموصل".
الله يحفظ الجميع
الرد1 تعليق