عيد الفطر هذا العام كان فريدا من نوعه في منطقة إدلب، كونه ترافق مع حالة أمنية غامضة وحركة نزوح كبيرة، بالإضافة إلى الحالة الصحية والقيود المفروضة بسببه، حسب ناشط محلي.
الناشط مصعب عساف من مدينة إدلب قال إن آلاف النازحين شاركوا فيتظاهرات حاشدة خلال الأيام الأولى من العيد للمطالبة بحقهم في العودة إلى مناطقهم التي سيطر عليها النظام السوري مؤخرا.
وعبر المتظاهرون عن مطالبهم الأصلية بالإصلاحات الديمقراطية، وحريات أكبر ووضع حد للفساد الحكومي، والتي ما فتئوا يطالبون بها منذ مرحلة الانتفاضة المدنية من الصراع السوري، وفق ما جاء في تصريحه لديارنا.
وفتحت الملاهي أبوابها وكذلك الأسواق لتشهد ازدحاما بالرغم من المخاوف السائدة بسبب انتشار وباء كورونا والانتهاكات المتكررة لوقف إطلاق النار.
وقال عساف "كان المشهد غريبا"، مضيفا "خاصة في ضوء أزمة فيروس كورونا والإجراءات المتخذة للحد من انتشاره والتي شملت حظرا للتجمعات وإغلاق المساجد والمنتزهات والمطاعم".
ويضيف عساف أنه رغم محاولة بعض المنظمات الطبية والإغاثة العاملة في المنطقة وقف ذلك، إلا أن الناس توافدوا بكثرة على هذه الأماكن.
وهو ما طرح تساؤلات حول مدى انتشار الفيروس في المنطقة خلال فترة العيد بعد كل هذا التخالط الاجتماعي، حيث حذر عاملون في القطاع الصحي من إمكانية تدهور الأوضاع الصحية.
ويُضاف إلى ذلك عدم الجاهزية عموما لمواجهة أي انتشار للفيروس، مشيرا إلى أن تحرير الشام مسؤولة بالكامل عن هذا الوضع لأنها تسيطر على المنطقة ولم تقم باتخاذ أية تدابير احترازية.
ويشير عساف، أنه وغير بعيد عن مدينة إدلب في مخيمات النازحين، "لم تشعر آلاف العائلات بقدوم العيد بسبب الأوضاع المأساوية التي يمرون بها".
وأردف أن مظاهر الاحتفال وفرحة الأطفال اختفت، رغم بعض المحاولات الخجولة من قبل بعض العائلات وبعض المنظمات لخلق أجواء العيد ولو بشكل بسيط.