أخبار العراق
أمن

القوات العراقية تكتسب خبرة واسعة وتسجل نجاحات مهمة

خالد الطائي

عناصر من القوات الخاصة العراقية خلال عملية أمنية نفذت لاستهداف أوكار داعش في جبال مكحول في تشرين الثاني/نوفمبر 2019. [حقوق الصورة للقوات العراقية الخاصة]

عناصر من القوات الخاصة العراقية خلال عملية أمنية نفذت لاستهداف أوكار داعش في جبال مكحول في تشرين الثاني/نوفمبر 2019. [حقوق الصورة للقوات العراقية الخاصة]

قال مراقبون إن الأداء العملياتي لقوات الأمن العراقية يسجل تحسنا متواصلا، كما أظهرته العمليات الأمنية الأخيرة التي استهدفت الخلايا النائمة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في تلال حمرين.

وقد نفذت قوات الأمن منذ مطلع العام الجاري سلسلة عمليات استهدفت عناصر داعش، مما أدى إلى تسجيل انتصارات مهمة ضد التنظيم الإرهابي.

ونُفذت عملية "أبطال العراق" العسكرية بين 12 و14 شباط/فبراير واستهدفت داعش في محافظة الأنبار. واعتبرت العملية التي كانت "عراقية مائة بالمائة" اختبارا مهما أظهرت فيه القوات العراقية إمكانياتها القتالية.

وتلتها عملية "السيف البتار" التي أطلقت في 2 آذار/مارس لاستهداف فلول داعش المختبئين في منطقة الجزيرة الغربية، بين محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى.

الوحدات العسكرية العراقية تطهر تلال حمرين والمناطق المجاورة من فلول داعش في كانون الأول/أكتوبر الماضي. [حقوق الصورة لوزارة الدفاع العراقية]

الوحدات العسكرية العراقية تطهر تلال حمرين والمناطق المجاورة من فلول داعش في كانون الأول/أكتوبر الماضي. [حقوق الصورة لوزارة الدفاع العراقية]

كذلك، نفذ عناصر من قوات النخبة المحمولة جوا مهمات مكثفة في سلسلة تلال حمرين التي تمتد من محافظة ديالى على حدود إيران إلى جنوب الموصل.

تحسن أداء قوات الأمن العراقية

وفي هذا السياق، قال صباح النعمان الناطق باسم جهاز مكافحة الإرهاب لديارنا إن قوات الجهاز نفذت منذ منتصف شباط/فبراير الماضي عمليات استندت إلى معلومات استخبارية واستهدفت أوكار العدو.

وذكر أن هذه القوات نجحت في قتل العشرات من الإرهابيين الذين كانوا مختبئين في مرتفعات حمرين والخانوكة ومكحول وعطشانة ومخمور، كما دمرت عدة أنفاق ومستودعات لتخزين الأسلحة والعتاد والمؤن.

وأكد النعمان أن هذه العمليات الاستباقية قوضت أنشطة عناصر داعش وأحبطت مشاريعهم الإرهابية وسحبت البساط من تحت أقدامهم.

ونوّه بأن الإرهابيين المختبئين في المناطق الوعرة كانوا يعتقدون أنهم بمنأى عن الاستهداف، قائلا "باغتتهم قواتنا وحطمت خططهم بتحويل التلال والجبال إلى أماكن آمنة لهم".

وشدد "تجري عملياتنا على ضوء تقارير استخبارية دقيقة وهي ستتواصل لمحاصرة وتقييد تحركات فلول العدو ومنعهم من التمدد وتهديد أمن المدن المحررة".

وبدوره، قال المحلل الأمني هيثم الخزعلي إن أداء قوات الأمن يتحسن بصورة متواصلة.

وذكر لديارنا أن هذا النوع من التقدم "لا يعتمد على معايير توفر الجهازية العسكرية والقتالية فقط وإنما كذلك على القدرة الفعلية للقوات بمجابهة العدو في البيئات المعقدة جغرافيا والإمساك بالأرض".

وأوضح أن تلال حمرين في ديالى تتمتع بخصوصية أمنية، فهي تتصل شمالا بسلسلة مرتفعات تمتد على 3 محافظات أي صلاح الدين وكركوك ونينوى.

وتابع أنها ترتبط غربا بصحراء الأنبار وأودية حوران والقذف والبادية، وصولا للحدود الغربية للبلاد.

وأضاف أنه "هذه المرتفعات تمثل للإرهابيين ولا سيما القادمين من سوريا ممرا استراتيجيا وتعتبر أيضا ملاذا حصينا لهم من الرصد والعمليات الأمنية... نتيجة توفر المخابئ الطبيعية".

وقال إن حركة عناصر التنظيم في تلك الرقعة الشاسعة "تجري ليلا وعلى شكل مجاميع، حيث لا تزيد كل مجموعة عن 25 عنصرا".

انتصارات بارزة

وحذر الخزعلي قائلا إن دحر الإرهابيين في تلك المناطق سيشكل "تحديا كبيرا".

وتابع "لكن قواتنا التي اكتسبت خبرات من معاركها السابقة تحرز بالمقابل انتصارات متميزة تعكس التطور النوعي الذي هي الآن عليه".

ونوّه بأن قوات الأمن العراقية باتت اليوم أكثر قدرة على مواجهة هذا التحدي وتوجيه ضربات موجعة ومتتالية للعدو، "لكن تبقى لديها حاجة ماسة للتغطية الجوية وتعزيز القدرات التدريبية والتسليحية بهذا المجال".

وهذا ما أشار إليه أيضا الخبير الاستراتيجي أحمد الشريفي.

فقال لديارنا إن "القوات العراقية تملك اليوم مهارات قتالية متقدمة، واستطاعت خلال السنوات الأخيرة الارتقاء بمستوى هذه المهارات".

وأضاف أن "المهمات الأمنية التي كانت تبدو في السابق مستحيلة أو من الصعب تنفيذها في المناطق الجبلية والأراضي الصحراوية بات بإمكان قواتنا إنجازها بنجاح".

وأوضح أن "الدليل على ذلك هو سلسلة النجاحات الأمنية المتحققة أخيرا في مناطق حمرين وجبال الشرقاط ونينوى وصحراء الأنبار".

وأكد الشريفي "يشعرنا التقدم الحاصل بالفخر. ولكن هذا لا يعني أنه لم تعد هناك حاجة لقوات التحالف، فدورها وحضورها ما زال أساسيا".

وقال "نحتاج لدعمها على مستوى الإسناد الجوي واللوجستي وتأمين التغطية الرادارية وعبر الأقمار الصناعية وفي مجالات التدريب والتسليح والجهد التقني والعملياتي".

ودعا إلى دعم استقلالية الأجهزة الأمنية والعسكرية في العراق، وإبعادها عن المماحكات السياسية والتدخلات في عملها لضمان قيامها بواجباتها ومسؤولياتها في حماية البلاد".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500