قالت مديرية الشهداء في محافظة الأنبار الأربعاء، 18 كانون الأول/ديسمبر، إن التحقيقات في المقبرة الجماعية المكتشفة مؤخرا قرب مدينة الفلوجة "تسير على قدم وساق".
وذكرت بأن المديرية "أكملت إجراءات الكشف الأولي للمقبرة"، وإنه من المقرر فتحها خلال الأيام المقبلة لتحديد أعداد الضحايا وهوياتهم.
وعُثر بداية هذا الأسبوع على تلك المقبرة في قرية الفياض، والتي تقع على بعد حوالي عشرة كيلومترات جنوب شرق مركز مدينة الفلوجة، وذلك بعد قيام أحد المزارعين بحفر تفريعة لسقي أرضه.
مصطفى أبو ريشة، مدير مديرية الشهداء بالأنبار، قال لديارنا "تلقينا بلاغا من مركز شرطة التحدي يفيد بأن مواطنا عثر على بقايا عظام وملابس، وعلى الفور قمنا بتشكيل فريق من مديريتنا ودائرة حماية المقابر بغرض التحقق من الموضوع".
وأضاف أن الفريق أجرى يوم الأحد كشفا أوليا للموقع وتبين أنه يضم رفات بشرية، حيث تم توجيه القوات الأمنية بتسييج الموقع لمنع ضياع الأدلة وإعداد تقرير ابتدائي بالواقعة.
وأشار أبو ريشة أن "التحقيقات بشأن هذه المقبرة تسير على قدم وساق، وهناك اهتمام عالي المستوى بها من مؤسسة الشهداء ودائرة حماية المقابر الجماعية بالإضافة لحكومة الأنبار المحلية ونواب المحافظة".
وقال إن فرقا متخصصة ستتولى استخراج الرفات وإحصائها ونقلهأ لمختبر الطب الشرعي لإجراء فحوصات الحمض النووي بهدف تحديد هويات الضحايا.
جرائم داعش في الأنباء
تقارير صحفية توجه أصابع الاتهام "للفصائل المسلحة" بضلوعها وراء المقبرة الجماعية.
فيما شدد أبو ريشة على أن تحديد الجناة مسألة مرتبطة بنتائج التحقيقات "ومن مسؤولية الجهات التحقيقية المختصة".
ونوّه بأن عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وإبان سيطرتها على الأنبار ما بين عامي 2014 و2017، ارتكبت العديد من المجازر المروعة بحق السكان المحليين.
وأوضح بأن "هناك ما يقرب من 15 مقبرة جماعية مكتشفة لغاية اليوم في مناطق مختلفة من المحافظة وتضم ضحايا قتلهم الإرهابيون"، لافتا إلى أن هذه المقابر "لم تفتح حتى الآن بسبب عدم وجود تخصيصات مالية لهذا الغرض".
وتابع إن المقبرة المكتشفة حديثا ستكون "أول مقبرة جماعية تفتح بمحافظتنا"، مستدركا "ومن المؤمل أن تلحقها بقية المقابر التي عثر عليها سابقا".