عمدت القوات العراقية إلى تعزيز جهودها الأمنية في محافظة صلاح الدين، إثر تصعيد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لهجماته بالمناطق الصحراوية النائية في المحافظة.
ففي الأسابيع الأخيرة، شن عناصر داعش هجمات ضد نقاط تفتيش أمنية وأهداف مدنية، بينها هجوم استهدف في 20 آب/أغسطس مرقدا قرب بلدة الدجيل أسفر عن مقتل خمسة عناصر من القوات الأمنية وإصابة ثمانية آخرين.
واستهدف الجيش العراقي والقطعات المساندة له الأنفاق والكهوف في صحراء شمالي وغربي وادي الثرثار الممتدة حتى محافظة الأنبار، ومشطوا سلسلة الجبال الواقعة بين مكحول والشرقاط وصولا إلى قضاء الحضر في محافظة نينوى.
’تراجع قدرة داعش على التسلل إلى صلاح الدين‘
وفي هذا الإطار، قال قائد عمليات صلاح الدين اللواء الركن عبد المحسن حاتم العباسي، إن عملياتهم نفذت بإسناد جوي من التحالف الدولي.
وأضاف لديارنا أن داعش باتت اليوم "أقل قدرة على التسلل إلى محافظة صلاح الدين".
وتابع العباسي أن العمليات استهدفت ملاجئ تعتبر أماكن لتجمع واستراحة الإرهابيين المتسللين من صحراء محافظتي الأنبار ونينوى.
وأوضح أن هذه الملاجئ تمثل أيضا محطات للانطلاق إلى جبال صلاح الدين ومخمور وحمرين وبعض القرى الزراعية المشتركة مع محافظة ديالى والأطراف الشمالية لبغداد.
وفي 21 آب/أغسطس، وجّهت طائرات التحالف الدولي ضربة عنيفة على وكر للإرهابيين جنوب محافظة صلاح الدين.
وأشار المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي لديارنا، إلى أن الضربة استهدفت تجمعا لعناصر داعش "بعد أن تمكّنا عبر طائرة استطلاع من تحديد مكان اختبائهم".
وأوضح أن هذا المخبأ كان عبارة عن مضافة في أحد البساتين الواقعة قرب بلدة الطارمية.
وأردف أن قصف التحالف للمضافة أدى إلى مقتل "عدد غير محدد من الإرهابيين، بينهم قادة كانوا يخططون للقيام بأعمال إرهابية في مناطق أخرى".
وشدد الخفاجي على أن الهجوم يندرج ضمن تكتيك جديد اتبعته قيادة العمليات المشتركة يقوم على تكثيف مصادر الدعم الاستخباري للحصول "على أكبر قدر ممكن من المعلومات عن أنشطة تنظيم داعش وخلاياه وأوكاره".
المسلحون ما يزالون ينشطون في المناطق الصحراوية
ولفت الخفاجي لديارنا إلى أن الجهود تتركز على "تمشيط كل الأراضي الصحراوية، وبالأخص تلك الواقعة بين محافظات صلاح الدين والأنبار ونينوى، لاكتشاف تجمعات فلول العدو وضربها وتدمير ممراته السرية".
وذكر أن عملياتهم الجارية والمستقبلية تتركز أيضا باتجاه تشديد الطوق الأمني المفروض على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا.
وفي 22 آب/أغسطس، اعتقلت استخبارات فرقة الجيش العراقي الثامنة قرب معبر القائم الحدودي "عدة عائلات من داعش"(لم يحدد عدد أفرادها) وهي تحاول التسلل من سوريا.
وأعلن جهاز مكافحة الإرهاب العراقي في 21 آب/أغسطس، أنه نفذ "عملية أمنية كبرى في شمالي صلاح الدين، وتمكن من تفكيك خلية لداعش مكونة من ثمانية أفراد في الشرقاط".
وكشف البيان أن عناضر هذه الخلية كانوا يرومون شن هجوم على القوات الأمنية.
وذكر عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة صلاح الدين، عبد سلطان عيسى الجبوري، أن هذه العملية جزء من أنشطة كثيرة قام بها جهاز مكافحة الإرهاب وبقية القطعات الأمنية.
وأكد أن هذه العمليات أمنت مرتفعات مكحول والباج والأراضي الزراعية الواقعة شمال بغداد ومحافظتي ديالى والأنبار، إضافة إلى جزر الثرثار وتكريت وبيجي والشرقاط.