أخبار العراق
إرهاب

أهالي دير الزور يسخرون من أحدث فيديوهات داعش

وليد أبو الخير من القاهرة

أحد عناصر تنظيم داعش يشاهد في آخر شريط فيديو للتنظيم وهو يقوم بصب سائل حارق لإشعال سيارة أحد المدنيين في محافظة دير الزور السورية. [لقطة من فيديو داعش]

أحد عناصر تنظيم داعش يشاهد في آخر شريط فيديو للتنظيم وهو يقوم بصب سائل حارق لإشعال سيارة أحد المدنيين في محافظة دير الزور السورية. [لقطة من فيديو داعش]

قال أهالي دير الزور الذين شاهدوا آخر شريط فيديو لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) نُشر على شبكة الإنترنت يوم السبت، 8 أغسطس/آب، لديارنا إنه يؤكد إجرام التنظيم ويكشف فكره الملتوي.

وأضافوا أن الفيديو يذكرهم بسبب احتقارهم التنظيم المتطرف عندما كان يسيطر على المحافظة الواقعة شرق سوريا، ويعزز عزمهم على عدم السماح له مرة أخرى بالحصول على موطئ قدم في المنطقة.

هذا ويعرض الشريط الذي يحمل عنوان "غزوة الاستنزاف 4" وتبلغ مدته 13 دقيقة، مشاهد وحشية ينتقم فيها عناصر التنظيم من "المتعاونين" والمدنيين الذين يرفضون أفعاله وفكره.

وفي بعض المشاهد، يظهر عناصر داعش وهم يحتجزون مدنيين ويعدمونهم بذريعة تعاونهم مع قوات سوريا الديموقراطية والتحالف الدولي.

آخر شريط فيديو لتنظيم يظهر أحد المدنيين وهو معصوب العينين ويزعم التنظيم أنه أعدم لأنه تعاون مع قوات سوريا الديموقراطية. [لقطة من فيديو داعش]

آخر شريط فيديو لتنظيم يظهر أحد المدنيين وهو معصوب العينين ويزعم التنظيم أنه أعدم لأنه تعاون مع قوات سوريا الديموقراطية. [لقطة من فيديو داعش]

عناصر من تنظيم داعش كما ظهروا في آخر شريط دعائي مصور للتنظيم. [لقطة من فيديو داعش]

عناصر من تنظيم داعش كما ظهروا في آخر شريط دعائي مصور للتنظيم. [لقطة من فيديو داعش]

وقال الصحافي السوري محمد العبدالله لديارنا إنه تم نشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الذراع الإعلامي لما يسمى بـ "ولاية الخير" التابعة لداعش (والتي تضم مدينة دير الزور وريفها).

وأضاف أن الفيديو يحمل عنوان "غزوة الاستنزاف 4" ويتولى السرد فيه أبو حمزة القريشي المتحدث باسم التنظيم.

وفي الفيديو، يعزو القريشي جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) المستجد "للانتقام الإلهي" من الذين قضوا على دولة داعش المزعومة.

وتابع أن الفيديو يظهر عناصر داعش وهم يحضرون أسلحة مجهزة بكواتم صوت لاستخدامها في اغتيالات بمنطقة دير الزور. كما أنهم يشاهدون أثناء تجهيز الألغام والعبوات الناسفة التي تستهدف قوات سوريا الديموقراطية.

ʼرسالة تهديد للسكانʻ

وذكر العبدالله أن صور عمليات الإعدام تظهر وحشية تنظيم داعش في الانتقام من الأهالي الذين يتهمهم بمعارضته.

وأوضح أن ذلك بدوره يؤكد ويبرر رفض أهالي دير الزور التام لتنظيم داعش ويوضح رغبتهم في التعاون مع قوات سوريا الديموقراطية والتحالف الدولي التي كانت تحارب التنظيم لردعه.

وأكد أن الأهالي سارعوا إلى الإبلاغ عن أي تصرف مشبوه لقوات الأمن. ولهذا السبب يمكن اعتبار الشريط على أنه رسالة تهديد موجهة إلى أهالي دير الزو.

وبالإضافة إلى تهديد الأهالي، يحاول التنظيم أيضا في الفيديو التقليل من حجم الخسائر التي تكبدها خلال الفترة الماضية في الحملات التي شنتها قوات سوريا الديموقراطية.

وتابع العبدالله أن العشرات من عناصر التنظيم قد اعتقلوا أو قتلوا في تلك الحملات، وأن كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات ضبطت بحوزة مقاتلي التنظيم.

بدوره، قال عبد الكافي حاج أحمد وهو مزارع من دير الزور، إن شريط الفيديو يعكس إجرام داعش والطريقة التي يتعامل بها مع من يخالفه الرأي أو يرفض وجوده.

وأضاف في حديث لديارنا أن التنظيم يدين نفسه بنفسه في جرائم فظيعة بهذا الشريط ويؤكد إجرام فكره المنحرف.

ʼكابوس تامʻ

وأكد حاج أحمد أن "شريط الفيديو ورغم أنه من المؤلم مشاهدته، سيكون حافزا إضافيا لأهالي مناطق دير الزور للاستمرار برفض أي وجود لعناصر داعش أو خلاياه النائمة أو حتى المتعاطفين معه".

وأوضح أن أهالي دير الزور ذاقوا الأمرين خلال سيطرة التنظيم على المنطقة، وهم عازمون على منعه من العودة بأي شكل من الأشكال.

ولا يستطيع هؤلاء الأهالي أن ينسوا أن تنظيم داعش قتل مئات المدنيين، بمن فيهم المئات من أبناء عشيرة الشعيطات، وفرض سيطرته على كل أوجه الحياة.

وذكر أن ذلك شمل محاولاته للترويج لفكره المنحرف بالقوة.

وأشار حاج أحمد إلى أنه كان يقيم في منطقة دير الزور خلال فترة حكم التنظيم، واصفا هذه الفترة بأنها كانت "كابوسا تاما لم يصدق أحد أنه يمكن التخلص منه".

وقال إن اعتبار التنظيم وباء كورونا بأنه "غضب إلهي" ليس مفاجئا، نظرا لتشويهه الموثق لتعاليم الإسلام.

ومن جانبه، قال مازن الخلف الذي يملك متجرا للأدوات الكهربائية في دير الزور إن "وصف شريط الفيديو لوباء كورونا على أنه بلاء من الله بسبب مقاومة التنظيم هو قول مضحك".

وأضاف في حديث لديارنا أن تلك النظرة تتنافى بشكل كلي مع تعاليم الإسلام، مشيرا إلى أن التنظيم لا يزال يتعامل مع أبناء المنطقة وكأنهم مجموعة من الأميين الذين لا يعلمون شيئا.

وتابع أن "التنظيم يستمر بالترويج لهذه الأكاذيب والخرافات التي لم تواجه إلا بالسخرية من قبل المجتمع المحلي لدى ظهور الفيديو".

وأوضح أن التنظيم لا يزال يصر على تصوير نفسه على أنه مدافع عن الإسلام، "بينما هو ليس إلا عصابة إجرامية تمتهن سفك الدماء لفرض سيطرتها على السكان".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500