أخبار العراق
أمن

عملية أمنية تستهدف عناصر داعش قرب بغداد

خالد الطائي

ضباط في الشرطة الاتحادية العراقية ينفذون عملية لملاحقة عناصر داعش بقضاء الطارمية يوم 2 تموز/يوليو. [حقوق الصورة للشرطة الاتحادية العراقية]

ضباط في الشرطة الاتحادية العراقية ينفذون عملية لملاحقة عناصر داعش بقضاء الطارمية يوم 2 تموز/يوليو. [حقوق الصورة للشرطة الاتحادية العراقية]

شنت القوات العراقية خلال الشهر الجاري عملية أمنية على مدى يومين لملاحقة عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في قضاء الطارمية شمال بغداد.

وأجرت القوات مسحا شاملا للقضاء، حيث زعم أن عناصر داعش مختبئون. وقد تضمنت العملية تفتيشا للأراضي الزراعية والمنازل، كما شملت تدقيقا في الأوراق الثبوتية للسكان.

وبحسب بيانات رسمية، أسفرت العملية عن اعتقال مطلوبين اثنين واكتشاف وتدمير 5 مضافات آمنة لداعش وقاعدة عسكرية سرية تحت الأرض كانت تستخدم لأغراض تدريب وإيواء المسلحين.

وتم كذلك ضبط أسلحة ومتفجرات.

جنود عراقيون خلال عملية نفذت في 2 تموز/يوليو الجاري بهدف القبض على عناصر داعش في قضاء الطارمية شمال بغداد. [حقوق الصورة لوزارة الدفاع العراقية]

جنود عراقيون خلال عملية نفذت في 2 تموز/يوليو الجاري بهدف القبض على عناصر داعش في قضاء الطارمية شمال بغداد. [حقوق الصورة لوزارة الدفاع العراقية]

وقد تم تنفيذ العملية التي جرت بإسناد من سلاح الجو العراقي، يومي 2 و3 تموز/يوليو كجهد تعاوني بين القطعات 6 و11 و17 التابعة لقيادة عمليات بغداد وقوات الرد السريع والشرطة الاتحادية والحشد العشائري.

وقال الشيخ مؤيد خليفة برع المحمدي وهو من وجهاء قضاء الطارمية وشمال بغداد، لديارنا إن العملية كانت مبنية على عمل استخباري دقيق وحققت نتائج مهمة.

ووصف العملية بأنها "رد حازم على هجوم إرهابي شن نهاية شهر حزيران/يونيو على قوات الجيش العراقي وأسفر عن مقتل 3 جنود".

تحسن الوضع الأمني في الطارمية

هذا ويمتد قضاء الطارمية وهو المنفذ الشمالي الرئيسي إلى بغداد، على مساحة 100 ألف دونم ويضم نحو 90 ألف نسمة. وأشارت تقارير إلى اختباء نحو 100 من عناصر داعش في القضاء.

وأضاف المحمدي أن "الوضع الأمني في الطارمية قد تحسن كثيرا خلال السنوات الماضية نتيجة الجهود العسكرية والاستخبارية التي قوضت تحركات العناصر الإرهابية ونشاطاتهم بنسبة 90 في المائة".

وعلى الرغم من الخطوات التي اتخذت لتعزيز الأمن، إلا أن تحديد مواقع الإرهابيين في المنطقة قد أصبح أكثر تعقيدا كونهم يختبئون في الكهوف أو بين الأشجار الكثيفة. وأوضح المحمدي أن العامل المساعد هو مساعدة السكان المحليين للقوات العراقية إذ يقدم هؤلاء المعلومات والدعم اللوجستي لها.

ويعتبر القضاء هدفا استراتيجيا للمسلحين نظرا لمساحته الشاسعة وطبيعته الزراعية وانفتاحه على 3 محافظات، هي صلاح الدين وديالى والأنبار.

بدوره، قال الخبير المتخصص في الشؤون الاستخبارية فاضل أبو رغيف في حديث لديارنا إن عناصر داعش لا يزالون يحاولون خلق بيئة مؤاتية لتجنيد عناصر جدد، وهدفهم هو تهديد أمن بغداد.

وأضاف أن الأجهزة الاستخبارية فككت منذ أبريل/نيسان خلايا إرهابية في المناطق المحيطة ببغداد، ولا سيما في قضاء الطارمية.

هذا واستطاعت قوة خاصة مشتركة من الجيش والاستخبارات في 7 تموز/يوليو القضاء على أحد قياديي داعش المدعو أبو أنس العبيدي في منطقة الأزري بالطارمية.

تأمين ʼحزام بغدادʻ

من جانبه، قال المحلل الأمني صفاء الأعسم إن "عناصر داعش ليسوا بالقوة التي كانوا عليها قبل سنوات ولم يعد بوسعهم التحرك والفرار بسهولة".

وأضاف في حديث لديارنا أن عمليات التفتيش ستتواصل في المناطق الهامة في محيط العاصمة والتي تعرف بحزام بغداد.

وذكر أن عناصر داعش لا يزالون يأملون في الحصول على موطئ قدم في تلك المناطق بهدف الوصول إلى بغداد. وعلى الرغم من قدرتهم المحدودة على التحرك، فإنهم يسعون لاستغلال أي خرق أمني لتنفيذ عمليات على نطاق ضيق على أمل تحقيق صدى إعلامي للترويج لفكرهم المتطرف.

وأكد أنه لم يتم القضاء على تنظيم داعش بالكامل، وأن بؤر التنظيم التي يشتبه في تواجد بعضها في شمال بغداد، لا تزال نشطة.

وطالب بالاستفادة من دعم السكان المحليين وأبناء العشائر "لتحديد أماكن اختباء عناصر داعش وطرق مواصلاتهم السرية ومصادر إمدادهم".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500