أثار هجوم شنه تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) مؤخرًا على أبناء الطائفة الكاكائية ذكريات مؤلمة عن حملات استهدافه للأقليات الإثنية والدينية، بمن فيهم الإيزيديون، حين اجتاح مساحات شاسعة من العراق عام 2014.
وقد أسفر الهجوم الذي شن يوم 13 حزيران/يونيو على قرية ميخاس في قضاء خانقين بغرب محافظة ديالى عن مقتل 7 مواطنين وإصابة آخرين، وهو الهجوم الأكثر دموية في المحافظة منذ بداية العام.
واستهدف المهاجمون أبناء الطائفة الكاكائية (اليارسانية)، وهي أقلية دينية يتركز أعضاؤها في جنوب كركوك وسهول نينوى.
وقال مسؤولون محليون لديارنا إنه على الرغم من شن هجمات متفرقة على قرى في أماكن معزولة، فقد تم تعزيز التواجد الأمني في تلك المناطق، ما أدى إلى تحجيم المهاجمين المحتملين إلى حد بعيد.
وفي أعقاب هجوم ميخاس، دعت الطائفة الكاكائية الحكومة العراقية إلى تكثيف العمليات الأمنية في المنطقة.
وقال سيد فرهاد رفعت كاكائي، وهو باحث في شؤون الطائفة الكاكائية بالعراق، إن "تنظيم داعش لم يعد قويًا كما في السابق، لكن تهديداته قائمة".
وأضاف في حديث لديارنا أنه في أعقاب الهزائم التي تعرض لها التنظيم، فهو يسعى الآن "لترميم صفوفه"، واصفًا استهداف القرى الكاكائية في قضاء خانقين، بما فيها ميخاس ودارا، بأنه "جرس إنذار".
وأكد أن أهالي القرى النائية على استعداد لدعم القوات الأمنية في حملاتها للقضاء على الخلايا السرية لداعش، وبالأخص في مناطق حمرين وجلولاء والدبس ومخمور وداقوق.
أيديولوجيا دموية
وأوضح أن عدد أتباع الطائفة الكاكائية في العراق يقدر بنحو 150 ألفًا، وأنهم ينتشرون في قرى أطراف خانقين ومندلي وفي قضاء داقوق بمحافظة كركوك، وأيضًا في جنوب شرق الموصل والسليمانية.
وتابع أن تنظيم داعش استهدف تلك الأقلية خلال العامين الماضيين، واختطف أو قتل عددًا من أتباعها.
وأشار إلى أن "الإرهابيين يعتنقون فكرًا ظلاميًا يعتبر كل من لا يؤمن بطريقة تفكيرهم كافرًا يستحق القتل، والكاكائيون كانوا أيضًا ضحية ذلك الفكر الدموي شأنهم شأن باقي المكونات العراقية".
من جانبه، قال لويس العبيدي قائممقام قضاء داقوق لديارنا إن الكاكائيين يتركزون في أربع قرى بقضاء داقوق في محافظة كركوك، وهي علي سراي وطوبزاوة وزنقر ومطيق.
وأضاف أن تنظيم داعش هاجم تلك القرى عدة مرات منتصف عام 2019، "لكن وتيرة هذه الهجمات تراجعت خلال العام الجاري مع تزايد العمليات الأمنية في منطقة وادي الشاي والأراضي الممتدة لمرتفعات حمرين".
وأكد أنه لم تقع أية هجمات في قضاء دقوق مؤخرًا، حيث أن قرى الأقلية الكاكائية باتت أكثر أمنًا من السابق، مشيرًا إلى أنه تم إنشاء مقر فوج للشرطة في قرية علي سراي لتعزيز التحصينات.
وتابع "لدينا قطعات كافية من الجيش والشرطة الاتحادية، وهي تقوم بمسؤولياتها في حماية الأهالي بشكل جيد وتشن باستمرار العمليات الاستباقية ضد فلول الإرهاب لدحر تهديداتهم".
تعايش سلمي
وبدوره، قال دريد حكمت طوبيا، مدير مديرية الزراعة بمحافظة نينوى، إن التنظيمات المتطرفة مثل داعش تريد بمثل هذه الهجمات إثارة قلق السكان ولاسيما من الأقليات.
وأضاف في حديث لديارنا أن هذه الهجمات "تمثل محاولة إرهابية فاشلة هدفها التشويش على الإنجازات والانتصارات التي حققتها قواتنا".
وذكر أن تنظيم داعش يسعى من خلال هجماته على المدنيين والأقليات "لتعزيز الانطباع بأنه قد أصبح قويًا مرة أخرى وصار بإمكانه القيام بعمليات مهددة للأمن العام وللتنوع الأثني بالبلاد".
وأكد أن "هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة، فالحقيقة هي أنهم فشلوا في كل مخططاتهم الإرهابية".
وأشار إلى أن أبناء الأقليات الإثنية والدينية بالعراق "عادوا إلى مناطقهم السابقة حيث يعيشون في أجواء من الإخاء والتعايش السلمي مع بقية مكونات المجتمع".
وأوضح "قد تحصل بعض الخروقات الفردية، لكن الأمور بشكل عام جيدة".
ونوه إلى أنه في محافظة نينوى اليوم، "ينعم السكان من كل الطوائف والأعراق بالأمان و تستعيد مجتمعاتهم عافيتها".