قال ناشط محلي إن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) حذر من كارثة إنسانية وشيكة في شمال سوريا بسبب تصاعد وتيرة الأعمال العسكرية وما نتج عن ذلك من ازدياد كبير في حركة النزوح.
وتشير المنظمة إلى تصاعد الأنشطة العسكرية والغارات الجوية التي تشنها الطائرات الحربية السورية والروسية في محافظة إدلب، التي تسيطر عليها إلى حد بعيد هيئة تحرير الشام.
حيث قال الناشط هيسم الإدلبي إن ذلك أدى إلى ازدياد كبير في حجم حركة النزوح من مناطق إدلب التي تتعرض للغارات.
وأضاف في حديث لديارنا أن معظم النازحين يتجهون إلى المناطق الحدودية في الجيب الذي تسيطر عليه المعارضة والتي تعتبر آمنة نسبيًا على طول الحدود التركية.
وذكر أن منظمة الخوذ البيضاء أصدرت بيانًا حذرت من خلاله من حدوث كارثة إنسانية بسبب القصف العنيف الذي تتعرض له مناطق مختلفة من إدلب، وخصوصًا مدينة معرة النعمان ومحيطها من بلدات وقرى.
وبحسب المنظمة، فإن حوالي 100 ألف شخص لا يزالون في المنطقة، سقط منهم العشرات بين قتيل وجريح خلال الأيام القليلة الماضية فقط وذلك بعد استهداف منشآت مدنية ومراكز إسعافية وأسواق شعبية ومنازل بالغارات الروسية والسورية.
آلاف يفرون من المنطقة
ولفت البيان إلى نزوح آلاف السكان خلال الساعات الماضية من المناطق التي تتعرض لأعنف الغارات باتجاه المناطق الحدودية التي تعتبر آمنة نسبيًا بالنسبة للمدنيين.
وذكر الإدلبي أن ناشطين في منطقة إدلب احصوا حجم العمليات العسكرية التي جرت من يوم 15 وحتى 18 كانون الاول/ديسمبر 2019، ووجدوا أن 30 منطقة تعرضت للقصف والغارات خلال هذه الفترة.
وأشار إلى أن "ذلك شمل 79 غارة للطائرات الحربية الروسية و110 للطائرات السورية، وأكثر من 200 عملية قصف مدفعي وصاروخي".
وتابع أن تلك الموجة من أعمال العنف أسفرت عن سقوط 37 قتيلًا، بينهم 11 طفل و10 نساء، بالإضافة إلى إصابة 76، بينهم نساء وأطفال أيضًا.
وأكد الإدلبي أن الأوضاع في مدينة معرة النعمان ومحيطها "كارثية"، حيث خلت الشوارع من المدنيين ولم يتبق في المنطقة إلا من يتعذر عليه الانتقال إلى المناطق الآمنة.
وأوضح أن الكثير ممن يريدون النزوح باتوا يخافون من عملية الانتقال بسبب الاستهداف المباشر للسيارات التي تنقل المدنيين، حيث سجلت ثلاث من تلك الحالات في الأيام الأخيرة.
اشتباكات مع هيئة تحرير الشام
في هذه الأثناء، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الجمعة، 20 كانون الأول/ديسمبر، إن الاشتباكات التي وقعت بين قوات النظام السوري والجماعات المسلحة قد أسفرت عن مصرع أكثر من 60 شخصًا من كلا الجانبين في الساعات الـ 24 الماضية، وذلك على الرغم من دعوات التهدئة التي أطلقتها الأمم المتحدة.
حيث ذكر المرصد أن 38 من المتطرفين والمقاتلين المتحالفين معهم لقوا مصرعهم في المعارك مع قوات النظام السوري في محافظة إدلب منذ ليلة الخميس، بحسب ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
كما أسفر القتال الذي وقع بالقرب من مدينة معرة النعمان عن مقتل 23 من المقاتلين الموالين للنظام.
ووفق المرصد، فقد دكت الطائرات الحربية الروسية المناطق في محيط مدينة معرة النعمان وبلدة سراقب القريبة بسلسلة من الغارات الجوية.
وقد أدى هذا التصعيد في أعمال العنف إلى موجة نزوح من المناطق القريبة.
حيث قال ياسر إبراهيم الدندل إنه يفر مع أسرته إلى بساتين الزيتون في شمال إدلب حيث سينامون في العراء.
وذكر أن "مئات الصواريخ انهالت على معرة النعمان، والوضع سيء جدًا".
هذا وقد نددت الأمم المتحدة هذا الأسبوع بتصاعد وتيرة أعمال العنف القاتلة في المنطقة، حيث دعت نجاة رشدي، المستشارة الإنسانية لمبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، إلى "وقف التصعيد فورًا".