قال ناشطون محليون إن تدهور الأوضاع المعيشية للعائلات النازحة في منطقة إدلب تفاقم منذ أن غادرت المنظمات الإنسانية والإغاثية المنطقة إثر استحالة عملها بسبب الظروف الأمنية السائدة.
وأضافوا أن الأمور ازدادت سوءا مع حلول فصل الشتاء ونقص موارد التدفئة، مشيرين إلى أن ما يسمى "حكومة الإنقاذ" الموالية لهيئة تحرير الشام عاجزة عن تقديم أي مساعدة.
وأوضح الناشط من إدلب هيسم الإدلبي لديارنا، أن الهجوم الأخير الذي شنه النظام السوري أدى إلى فرارآلاف المدنيين، تاركين مناطق التماس إلى مناطق يُفترض أنها أكثر أمانا.
وأكد أن هذه الموجة الأخيرة من النزوح شهدت هرب أكثر من 30 ألف عائلة، لافتا إلى أن أغلب هؤلاء لا يملكون خيما أو مأوى.
وتابع أنهم أقاموا مخيمات عشوائية في الحقول الزراعية وغابات الزيتون بما توفر من مواد نقلوها معهم.
خسائر فادحة بين المدنيين
وتحدث عن تصعيد الاستهداف المباشر للمدنيين ما أسفر عن ارتفاع عدد الضحايا بينهم، وأجبر من بقي من السكان في المنطقة حتى الآن إلى الهرب للنجاة من عمليات القصف والغارات الروسية والسورية.
وبين هذه الهجمات غارة جوية روسية استهدفت في 16 آب/أغسطس مجمعا سكنيا في حاس وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 20 مدنيا وإصابة 52 آخرين، وقصف معسكر للنازحين في القاح يوم 21 تشرين الثاني/نوفمبر أدى إلى مقتل 16 مدنيا.
من جانبه قال المواطن من بلدة سراقب، محمود عبد النور، إن أهالي المناطق التي تستقبل النازحين يقدمون لهم ما يتوفر لديهم من مساعدات ضمن مبادرات محلية.
وأضاف أن حلول فصل الشتاء يعتبر "كارثة كبيرة بالنسبة لغالبية النازحين في ريف إدلب".
وأشار إلى أن عدم توفر وسائل التدفئة والمحروقات المخصصة لها دفع الأهالي إلى حرق أي شيء يقع تحت أيديهم لتأمين التدفئة لأطفالهم، ووصل الأمر ببعضهم إلى حرق النفايات والأحذية القديمة والأخشاب التي يجمعونها.
وذكر أن بعض العائلات تتجمع في خيمة واحدة طلبا للدفء عبر إشعال ما توفر، مضيفا أنه في كل مرة تهطل الأمطار فيها بغزارة تغمر المياه المخيم وتقتلع الخيم المنصوبة.
مناخ معاد لمجموعات الإغاثة
وفي حديث لديارنا، لام الناشط من إدلب مصعب عساف هيئة تحرير الشام على خلق مناخ من عدم الاستقرار تعجز المنظمات الإنسانية من العمل فيه.
وضاعف هذا الأمر من معاناة السكان النازحين.
إلى هذا، فرض التحالف المتطرف ضرائب على المساعدات والتدفئة، حتى في وقت يغرق فيه سكان إدلب في الفقر.
وأشار إلى أنه في المخيمات الكبيرة كمخيم اطمة، تم تعليق مبادرة لتوزيع حصصا من مادة الفحم للتدفئة حين طلبت هيئة تحرير الشام حصة لها توازي 40 في المائة من مجمل كمية الفحم المخصصة لهذه المبادرة.