أكدت تقارير صدرت يوم الاثنين، 18 تشرين الثاني/نوفمبر، عن مجموعة من وثائق المخابرات الإيرانية المسربة عمق النفوذ الإيراني في العراق حيث اتهم المتظاهرون طهران بالتدخل والتجاوز.
وقد أوردت صحيفة نيويورك تايمز وموقع ذا إنترسبت أن مئات الوثائق من وزارة الاستخبارات والأمن الوطني الإيرانية رسمت صورة مفصلة لنفوذ إيران في العراق، حيث أظهرت تغلغلها الكبير بداخل المخابرات العسكرية العراقية.
وقد خدمت هذه التقارير في تأكيد مشاعر المتظاهرين في بغداد والجنوب الذين يعارضون الحكومة الحالية وداعميها في إيران.
حيث قالت إحدى المتظاهرات إن "إيران تتدخل في بلدنا. لكننا نحن الشعب صناع القرار".
وأشارت المتظاهرة العراقية إلى أن إيران نفسها تتعرض لموجة من المظاهرات منذ يوم الجمعة على خلفية الزيادة الكبيرة في أسعار البنزين.
وأضافت أن "الشرارة التي انطلقت في العراق قد وصلت إلى إيران".
التقارير تبين تفاصيل التدخل
وقالت صحيفة نيويورك تايمز وموقع ذا إنترسبت إنهما قد تحققا من صحة نحو 700 صفحة من التقارير التي كتبت بصورة أساسية بين عامي 2014 و2015 وتم تلقيها من مصدر مجهول.
وكان المصدر قد قال إنه أراد "أن يجعل العالم يعرف ما تفعله إيران في بلدي العراق".
وأضافت الوسيلتان الإعلاميتان أن الوثائق المسربة "تقدم صورة مفصلة عن كيف عملت طهران بقوة نحو إقحام نفسها في الشؤون العراقية وعن الدور الفريد الذي قام به الجنرال (قاسم) سليماني".
ويعد سليماني، وهو رئيس قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، رجل طهران الرئيسي حول الشؤون العراقية، حيث يسافر إلى هناك مرارًا وتكرارًا أثناء أوقات الاضطراب السياسي.
إيران سعت 'لدولة عميلة'
كانت إيران والعراق قد خاضتا حربًا مدمرة في الفترة 1980 إلى 1988 وكانتا خصمين شرسين في عهد الديكتاتور صدام حسين.
حيث كان الكثير من المعارضين العراقيين لنظام صدام حسين قد لجئوا إلى إيران لكنهم عادوا إلى الحياة السياسية في بغداد عقب خلع صدام عام 2003.
لذا، فقد تمتعت إيران بروابط وثيقة مع الجيل الجديد من السياسيين العراقيين وساعدت في تدريب الجهات الفاعلة العسكرية في قوات الحشد الشعبي شبه العسكرية.
كما أنها شريك تجاري رئيسي، حيث تبيع الكهرباء والغاز الطبيعي لإكمال احتياجات قطاع الطاقة المدمر بالعراق، هذا بالإضافة إلى سلع تتراوح من الفواكه إلى السجاد والسيارات.
وأفادت صحيفة نيويورك تايمز وموقع ذا إنترسبت أن إيران قد استخدمت عمليات استخبارية واسعة للمحافظة على ذلك النفوذ العميق.
وقد كانت أهدافها الرئيسية هي "الحيلولة دون انهيار العراق ومنع ظهور كردستان مستقلة، من بين أهداف استراتيجية أخرى".
وأضافت صحيفة نيويورك تايمز أن "التركيز الأكبر كان على الإبقاء على العراق كدولة عميلة لإيران والتأكد من أن الفصائل السياسية الموالية لطهران تظل في السلطة".