أكد الناشط السوري هيسم الإدلبي لديارنا أن القتال في ريف إدلب أدى إلى حركة نزوح كثيفة للمدنيين باتجاه المناطق الآمنة خلال الأيام القليلة الماضية.
وقال يوم الجمعة، 16 آب/أغسطس، إن حركة النزوح هذه نتجت عن الغارات الجوية المتواصلة التي نفذها الطيران الحربي النظامي والروسي وتقدم قوات النظام باتجاه مدينة خان شيخون الاستراتيجية.
وتقع المدينة على طريق عام أساسي يرغب النظام بالسيطرة عليه، ويمتد عبر إدلب ويربط بين دمشق الخاضعة للحكومة ومدينة حلب الشمالية.
وخلال الأسبوع الماضي، تقدم المسلحون الموالون للنظام باتجاه الأطراف الجنوبية لإدلب والخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام المتطرفة.
وذكر الإدلبي أن "خان شيخون محاصرة اليوم من الشرق والغرب"، لافتا إلى أن عددا من القرى والبلدات المجاورة سقطت بيد قوات النظام والميليشيات المتحالفة معها، بما في ذلك حرش الهبيط ومغر الحنطة وعابدين والمردم وتل لرجة.
وأضاف أن المعارك عنيفة في المنطقة ويُسمع دوي الانفجارات في مختلف أنحاء المحافظة، حيث تلجأ هيئة تحرير الشام إلى العربات المفخخة والانتحاريين في محاولة منها لإيقاف تقدم النظام أو عرقلته.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المعارك التي دارت يوم الخميس أدت إلى مقتل 20 من مقاتلي النظام و24 متطرفا وعنصرا من المعارضة.
وذكر المرصد أن الغارات الجوية التي شنها النظام أسفرت أيضا عن مقتل مدني واحد في جنوب إدلب.
ويوم الأربعاء، أسقط عناصر تحرير الشام طائرة للنظام بالقرب من خان شيخون وألقوا القبض على الطيار.
وقد أظهرت الهيئة في فيديو نشرته يوم الخميس الطيار المعتقل الذي عرّف عن نفسه بأنه يدعى محمد سليمان ورتبته مقدم في سلاح الجو السوري.
ʼحالة من الرعبʻ
كذلك، أدت الغارات الجوية يوم الأربعاء إلى مقتل 9 مدنيين، بينهم مسعف وسائق سيارة إسعاف وعامل إغاثي، الأمر الذي دفع الأمم المتحدة إلى استنكار أعمال العنف.
وفي هذا الإطار، أعلن مارك كاتس، المنسق الإقليمي للملف السوري للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، أن "هجوم الأربعاء يكشف مرة جديدة عن الرعب الذي يجري حاليا في إدلب وفي شمال حماة، حيث لا يزال 3 ملايين مدني عالقين وحيث لا يزال العاملون في المجال الإنساني والطبي والإغاثي يضحون بحياتهم لإنقاذ الآخرين".
وفي هذا الإطار، أشار المرصد إلى أن الغارات الجوية التي نفذها النظام السوري والقوات الروسية منذ نيسان/أبريل الماضي أدت إلى مقتل أكثر من 820 مدنيا.
ولفت أيضا إلى مقتل أكثر من 1300 متطرف ومقاتل من المعارضة، إضافة إلى 1150 عنصر من قوات النظام.
وبحسب الأمم المتحدة، تسببت أعمال العنف بنزوح 400 ألف شخص.