منذ أن فقدت السيطرة عليها عام 2014، دخلت قوات النظام السوري والميليشيات المتحالفة معه للمرة الأولى بلدة خان شيخون في محافظة إدلب يوم الأحد، 18 آب/أغسطس، بعد قتال خلف عشرات القتلى في صفوف المقاتلين لدى الطرفين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات النظام السوري دخلت البلدة وسط "مواجهات عنيفة" مع هيئة تحرير الشام وحلفائها.
وخلال الأيام الماضية، كانت القوات الموالية للنظام قد تقدمت باتجاه بلدة خان شيخون في محاولة لمحاصرتها من الشمال والغرب بهدف السيطرة على الطريق السريع الذي يربط بين دمشق وحلب، والذي كان النظام قد سيطر عليه عام 2016.
ويوم الاثنين، حاولت الغارات السورية والروسية منع تقدم رتل عسكري تركي كان يعبر محافظة إدلب متجها نحو خان شيخون.
ومن المفترض أن تكون منطقة إدلب محصنة من أي هجوم كاسح يشنه النظام، وذلك في إطار اتفاق المنطقة العازلة الذي وقع في أيلول/سبتمبر الماضي بين روسيا حليفة النظام وتركيا التي تدعم المعارضة.
إلا أن هذه الاتفاقية لم تطبق بشكل كامل مع رفض هيئة تحرير الشام الانسحاب من المنطقة المفترض أن تكون منزوعة السلاح.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، إن قوات النظام استعادت يوم الأحد بلدة تل النار، وهي مرتفع استراتيجي يطل على المدينة، كما استعادت الأراضي الزراعية القريبة شمال غرب خان شيخون قبل اقتحامها المدينة.
وتقدموا بعد ذلك نحو المناطق الشمالية الغربية من البلدة وسط "مقاومة شرسة" من هيئة تحرير الشام والجماعات المتحالفة معها.
وأضاف عبد الرحمن أن هيئة تحرير الشام نفذت عدة هجمات انتحارية بهدف إبطاء تقدم قوات النظام.
من جانبه كشف الناشط في إدلب مصعب عساف لديارنا، أن وجهاء مدينة خان شيخون عقدوا اجتماعا عاما لمناقشة الوضع الراهن وأعلنوا بعده رفضهم القاطع لدخول جيش النظام إلى المدينة.
وأكد عساف أن المعارك التي تشهدها المنطقة لا تدور فقط مع قوات النظام بل أيضا مع عدد من الميليشيات المتحالفة معها، كان الحرس الثوري الإيراني قد استقدمها من بلدان أخرى بينها العراق ولبنان.
موجة نزوح كبيرة
من جهة أخرى، قال عساف إن الأهالي يفرون من ريف إدلب الجنوبي وأطراف محافظة حماة باتجاه المناطق الداخلية في محافظة إدلب والمنطقة الحدودية التي ما تزال حتى الآن آمنة وبعيدة عن المعارك والغارات.
وتحدث عن قيام المدنيين الذين فروا من المعارك بإنشاء بعض المخيمات العشوائية، وذلك بسبب اكتظاظ المنطقة أساسا بالنازحين الذين قدموا إليها خلال الأشهر الماضية من كل المناطق.
وقبل التصعيد العسكري الراهن، كانت مدينة خان شيخون التي أفرغت من سكانها تستضيف نحو 100 ألف نسمة نزح أغلبهم من محافظة حماة.
وأوضح الناطق الإقليمي باسم الأمم المتحدة حول الأزمة السورية، ديفيد سوانسون، أن "الكثير من هؤلاء الأشخاص نزحوا أقله خمس مرات".
وأردف أن "الاشتباكات الدائرة والقصف والغارات الجوية، بما في ذلك استخدام البراميل المتفجرة، تستمر دون هوادة"، وألحقت أضرارا بالمدارس والمستشفيات.
وأشار عساف إلى أن الغارات الجوية تواصل يوميا دك منطقة ريف إدلب الجنوبي، خصوصا مدن وبلدات معرة النعمان ومعرة حرمة وكفر سجنة وتالمنس والركايا واللطامنة وحيش ودير الشرقي.