اتهم خبير عسكري عراقي جماعات مسلحة مدعومة من إيران بالوقوف وراء سلسلة الهجمات الصاروخية التي طالت مؤخرًا مواقع بعثات ومصالح دولية بالعراق.
ففي يوم 19 أيار/مايو الماضي،أطلق صاروخ طراز كاتيوشا على المنطقة الخضراء في بغداد والتي تضم سفارات ومكاتب حكومية، بما فيها البعثة الأميركية، وذلك بعد أيام من إجلاء الولايات المتحدة لموظفيها من العراق على خلفية تهديدات من إيران.
"كما سقط فجر الأربعاء، 19 يونيو/حزيران،"صاروخ طراز كاتيوشا على موقع شركة عراقية للتنقيب عن النفط في البرجسية بالقرب من البصرة"، متسببًا بجرح ثلاثة عراقيين، بحسب ما ذكرت القيادة العسكرية في بيان.
والبرجسية مجمع يقع بالقرب من المدينة الرئيسية في جنوب العراق، في منطقة إنتاج نفط رئيسية توجد فيها مقرات لعدد من الشركات النفطية الأجنبية، منها شركة "اكسون موبيل" الأمريكية.
وقبل حادث البرجسية بساعات، أعلن الجيش العراقي أن صاروخًا سقط على مجمع القصور الرئاسية بمدينة الموصل حيث تم نشر القوات الأميركية.
ومساء الاثنين، سقطت ثلاثة صواريخ طراز كاتيوشا على معسكر التاجي الذي يضم قوات عراقية وأجنبية، منها قوات أميركية.
ومساء الجمعة الماضية، تعرضت قاعدة بلد الجوية شمال بغداد لثلاث قذائف هاون، ما أدى إلى اندلاع حريق وإصابة ثلاثة عراقيين.
وقال مؤيد سالم الجحيشي، وهو خبير عسكري واستراتيجي، في تصريح لديارنا يوم الجمعة، 21 حزيران/يونيو، إن معظم الهجمات وقعت بصواريخ من نوع كاتيوشا أطلقت من "مسافات قصيرة بين 3 و4 كيلو مترات".
وأضاف أن الصاروخ الذي استهدف مجمع القصور الرئاسية بالموصل كان هو الاستثناء، حيث أنه أطلق "من مسافة تزيد على 6 كيلومترات، من أقصى الجانب الغربي لمدينة الموصل إلى أقصى شرقها حيث يقع المجمع المذكور".
وأوضح أنه "كان صاروخًا جرى تحويره ليصبح راجمًا من عيار 122 ملم".
الميليشيات 'لا تأبه بالعراقيين'
وتابع الجحيشي أن الصواريخ أطلقت من منصات مصنعة أو معاد تصنيعها على أيدي المليشيات الموالية لإيران، مضيفًا أنه سبق استخدام هذه المنصات من قبل تلك الجماعات في المعارك التي خاضتها مع عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وأكد أن عناصر الميليشيات كانوا "يتعمدون ترك المنصات في مواقع الهجوم وعدم أخذها معهم لتأكيد مسؤوليتهم" عن هذه الهجمات، وكذلك لإيصال رسالة للسلطات بأنهم قادرون على فعل المزيد.
هذا وجاء هجوم الأربعاء بعد يوم واحد على قرار صدر من الحكومة العراقية بحظر نشاط أية قوة مسلحة عراقية أو غير عراقية خارج إطار الدولة.
ووجّه الجحيشي أصابع الاتهام بشكل خاص لميليشيا كتائب حزب الله العراقي المدعوم إيرانيًا بالوقوف خلف تلك الهجمات.
وأشار أيضًا إلى مسؤولية تلك الميليشيا عن هجوم بصاروخ كاتيوشا سقط منتصف شهر حزيران/يونيو بالقرب من مقر إقامة رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي في حي الجادرية وسط بغداد من غير وقوع إصابات.
واستدرك "يومًا بعد آخر تبرهن هذه الميليشيات أنها غير مهتمة بحياة ومصالح العراقيين"، وأن "انتماءها الأول والأخير هو للحرس الثوري الإيراني".