أكّد ناشط في إدلب لديارنا أن تحالفاً للفصائل المتطرّفة في شمال سوريا أعدم مدرّساً بعد احتجازه عدة أيام، بسبب تقاضيه راتبه الشهري من وزارة التربية والتعليم.
وأظهرت الفحوصات التي جرت على جثة الضحية أنه تعرض للتعذيب قبل أن يُقتل.
ويأتي الحادث ضمن حملة تشنّها هيئة تحرير الشام، وهي تحالف متطرّف يسيطر عليه التنظيم الذي كان يُعرف سابقاً باسم جبهة النصرة.
وعمد مقاتلو التحالف على مدى أيام عدة إلى احتجاز الناس عشوائياً، في محاولة لإسكات أي صوت معارض له.
وقال الناشط الإعلامي في إدلب مصعب عساف، إن عناصر من لواء العقاب التابع لهيئة تحرير الشام خطفوا المدرّس حكمت عبد الكريم الحمود من منزله ببلدة مغارة ميزر بريف مدينة إدلب، وذلك يوم الخميس 17 آب/أغسطس.
وأضاف لديارنا أنه تمّ التعرّف على عنصرين من اللواء وهم الأمراء في هيئة تحرير الشام، عابدين ومروان الهريم.
وتابع أنه خلال مداهمة منزل الحمود، قاموا ببعثرة محتوياته وضربوا زوجته وشقيقته وابناءه.
واقتادوه بعدها إلى سجن العقاب السيئ الصيت، واتهموه "بالتعامل مع النظام كونه ما زال يتلقى راتبه من وزارة التربية والتعليم".
وفوجئ أهله مساء يوم الأحد بدورية من الهيئة تطلب منهم التوجه الى السجن لاستلام جثته.
وأظهر فحص الجثة الذي أجراه أطباء محليون تعرّض القتيل لتعذيب وحشي، إذ غطّت الكدمات جميع أنحاء جسمه إضافة إلى وجود آثار عن تعرضه للتعذيب بالكهرباء.
اعتقال العديد من الناشطين
وأكد عساف ان هذه الحالة ليست حالة منفردة، إذ قامت هيئة التحرير بإعدام الضابط في الجيش الحر أسامة الخضر، كما رُصد اعتقال عدد كبير من الناشطين في مدينة إدلب وريفها.
وبين الموقوفين الناشط الإعلامي علي خالد المرعي، وباسم الحمود وهو أحد المسؤولين عن صواريخ التاو في الجيش السوري الحر في إدلب، والناشط المدني سمير اكتع، والناشط الشاب أحمد عابدين من مدينة معرّة النعمان، إضافة إلى الناشط الإعلامي أحمد بسيم الحنيني، وهو أحد أعضاء فريق كفر نبل الرياضي.
وأوقفت هيئة تحرير الشام يوم السبت اربعة شبان نازحين من بلدة مضايا، وهم ربيع ناصيف ومنير النموس وأحمد غصن ويعرب محرز.
وخطفت الهيئة أيضاً ماجد سكاف من منزله، وأكرم البرهي من بلدة الهبيط، والشابين عبد الله حاج علي وإيهاب مروان فرهود من مدينة سراقب.
ولم يسلم الأطفال من عمليات التوقيف، إذ أعتقل الفتى حسن محمد مرعي من بلدة عين لاروز دون معرفة الأسباب.
وأشار عساف إلى أن أبناء المنطقة يتناقلون مقطعاً من فيديو لشخص اسمه محمود الزين وهو من المعتقلين لدى الهيئة، ويظهر فيه مناشداً شقيقه مظهر المسؤول عن إحدى مجموعات الجيش الحر، بدفع أموال وتسليم أسلحة وذخائر لإطلاق سراحه.
وفي حال لم يقم بذلك، يقول عبر الكاميرا إنه سيُعدم، لتنتقل الكاميرا بعدها وتسجل مشهداً لأحد عناصر الهيئة وهو يعدم شخصاً آخر بمسدس.