احياء لذكرى مرور مئة يوم على مقتل العشرات جراء هجوم بالغازات السامة، أقفلت المحال التجارية في مدينة خان شيخون السورية ابوابها حداداً، في وقت زار اهالي الضحايا المقابر.
وقد قتل الهجومالذي شُن يوم 4 نيسان/أبريل على المدينة الشمالية الغربية التي تسيطر عليها المعارضة 87 شخصا، منهم أطفال، ودفع بالولايات المتحدة لأن تشن أولى ضرباتها ضد قوات الحكومة السورية.
وقد تجمع أقارب الضحايا يوم الأربعاء 12 تموز/يوليو في شبه دائرة في موقع الهجوم المشتبه به، حاملين صورا لأحبائهم -- وكثيرون منهم أطفال صغار.
وقال عبد الحميد يوسف، 28 سنة، إن "ألم الفراق لم يفارقني لحظة واحدة، لا انا ولا أي إنسان فقد أهله أو احبابها".
وقد قُتل توأماه الصغيران وزوجته و19 من أقاربه في الهجوم الذي شن 4 نيسان/أبريل.
وقد أثارت صورة مؤلمة للغاية ليوسف وهو مصدوم ويحمل جسديّ طفليه المتوفيين في يوم الهجوم أثارت الغضب على مستوى العالم.
وصرح لوكالة الصحافة الفرنسية قائلًا "ما أتمناه أن يكون طفليّ آخر الاطفال الذين يقتلون.. الألم صعب والفراق صعب واتمنى ان يكون هذا الامر خاتمة الاحزان في سوريا".
وقد زار قبر أطفاله عند غروب الشمس، وأزال الحشائش من حول شواهد القبر البسيطة.
وبالقرب منه، انحنى رجل مسن على الأرض، مائلًا للأمام والخلف في صمت وهو يحدق بأحد القبور.
هذا وقد توصلت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التابعة للأمم المتحدة الشهر الماضي لنتيجة مفادها أن غاز السارين استخدم كسلاح كيميائي في خان شيخون.
ومع أن التقرير لم يلق باللائمة على أي طرف، إلا أن كثيرين، من القوى الغربية إلى سكان البلدة، يلقون باللائمة على نحو صريح على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضاف يوسف في حديثه لوكالة الصحافة الفرنسية "كنت آمل أن يختفي الألم بسقوط نظام بشار الأسد وبانتهاء العنف في سوريا"، لكن اليوم لا تلوح نهاية ذلك الصراع في الأفق.
هذا وقد دعا السكان المحليون لتنظيم إضراب عام في البلدة، وأغلق أصحاب المتاجر محلاتهم تضامنًا مع أسر الضحايا.
وبدوره، قال محمد أحمد معراتي رئيس المجلس المحلي بخان شيخون إن السكان "يحاولون جذب انتباه المجتمع الدولي لحقيقة أن النظام الذي ارتكب هذه الجريمة ومعظم الجرائم في سوريا لا يزال حرًا".
وسيتولى الآن فريق مشترك بين منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة المسؤولية عن تحديد الجهة التي شنت الهجوم على خان شيخون.
وقد توصل الفريق بالفعل لنتيجة مفادها أن قوات الحكومة السورية مسؤولة عن هجمات بالكلور على ثلاث قرى عاميّ 2014 و2015، وأن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) استخدم غاز الخردل عام 2015.