يمكن أن تعمل المروحيات الهجومية من طراز إيه إتش-64 أباتشي التابعة للجيش الأميركي والمنتشرة في الشرق الأوسط على ردع مقاتلات العدو من مهاجمة مصالح الولايات المتحدة والدول الحليفة في المنطقة، وفي نفس الوقت توفر المعلومات الاستخبارية عن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وقال مسؤولون إن مروحيات الأباتشي الهجومية تنفذ عمليات استطلاع وجمع معلومات استخبارية وتوفر حماية للقوات وترسل إشارات واضحة للجهات الخبيثة، لا سيما إيران، مفادها أنها إذا قررت التحرك ضد القوات الأميركية أو القوات المتحالفة، فإن الولايات المتحدة تملك القدرة على الرد.
وكانت المروحية طراز أباتشي قد شاركت في أولى عملياتها القتالية في العام 1989، ويستخدم الجيش الأميركي اليوم أكثر من 800 مروحية منها.
وقد يضاف ما لا يقل عن 100 مروحية من الطراز نفسه إلى ترسانة الجيش الأميركي في السنوات المقبلة، حسبما نقل موقع فلايت غلوبال في 13 تشرين الأول/أكتوبر.
وقالت الشركة المصنّعة لمروحية أباتشي، بوينغ، إنها تتوقع عقدا لصنع ما لا يقل عن مائة مروحية قتالية من طراز إيه إتش-64 أباتشي في الربع الثاني من العام 2022، وفق ما ذكره الموقع.
وذكرت بوينغ أن المروحيات الهجومية ستسلم إلى الجيش الأميركي والعملاء الدوليين، من دون تحديد عدد المروحيات المخصصة للجيش الأميركي أو للجيوش الأجنبية.
ويضم الطراز "ئي" من هذه المروحية نظام توزيع المعلومات التكتيكية المشترك، ما يوفر القدرة على التحكم بطائرة مسيرة.
ولا تعد هذه أخبارا سارة للنظام الإيراني الذي يواصل تأجيج التوترات في الشرق الأوسط عبر دعمه للميليشيات التابعة له وسعيه الدائم لتطوير الأسلحة النووية.
توترات إيرانية
وتوفر المروحيات للولايات المتحدة وحلفائها خيارا آخر في منطقة تسعى فيها طهران دوما للتعطيل والهيمنة.
ويواصل النظام الإيراني تطبيق أجندته المزعزعة للاستقرار حتى على حساب إفقار شعبه ويتم ذلك بواسطة الميليشيات الوكيلة له في العراق وسوريا ولبنان واليمن. وإلى جانب التدريب، يقدم لهذه الميليشيات الأسلحة غير الشرعية التي يتم تهريبها جوا وبحرا وبرا.
هذا وقد تزايدت حدة التوتر بشكل ملحوظ بين إيران والولايات المتحدة عقب هجوم صاروخي نفذته ميليشيا عراقية مدعومة من إيران على السفارة الأميركية في بغداد بتاريخ 20 كانون الأول/ديسمبر 2020.
ونفذت منذ ذلك الحين عشرات التفجيرات بالصواريخ والعبوات الناسفة ضد السفارة الأميركية وغيرها من المواقع العسكرية والدبلوماسية الأجنبية في العراق.
وقال مسؤولون أميركيون كبار لوسائل الإعلام الأميركية إنهم رأوا "احتمال حصول هجمات أخرى أكثر تعقيدا" ضد الأميركيين في العراق، بما في ذلك هجمات بالصواريخ البالستية قصيرة المدى أو على الأرجح بـ"منظومات مسيرة" وصواريخ كروز و"مسيرات رباعية" شبيهة بتلك التي استخدمت في الهجوم الذي شن على مرافق أرامكو السعودية في العام 2019.
وقد قام الحوثيون المدعومون من إيران أيضا بتصعيد هجماتهم الصاروخية عبر الحدود ضد السعودية خلال العام الماضي.
ويشكل البرنامج النووي لطهران كذلك تهديدا، إذ يواصل النظام انتهاك الاتفاقيات المبرمة مع هيئات دولية بشأن الوصول إلى مواقع التخصيب ومستويات مخزون اليورانيوم الخاصة به.
رادع مفاجئ في وجه المقاتلات
وفي حين أن المروحية طراز أباتشي تحمل عادة صواريخ هيلفاير جو-أرض وصواريخ هيدرا غير موجهة، يمكنها أيضا أن تزود بصواريخ جو-جو كصواريخ ستينغر وإيه آي إم-9 سايدويندر.
وقد أظهرت مناورات سابقة نفذها الجيش الأميركي في الماضي أن المروحيات الهجومية هي فعلا فتاكة للغاية عندما تستخدم بالصورة المناسبة ضد المقاتلات على مسافة قريبة.
ففي مناورة موثقة للغاية شارك فيها الجيش وسلاح الجو في أواخر سبعينيات القرن الماضي وشملت قتالا جويا بين المقاتلات والمروحيات الهجومية، أثبتت المروحيات أنها خطرة للغاية ضد المقاتلات عند استخدامها بالشكل الصحيح، حيث سجلت نسبة تدمير قدرها خمسة مقابل واحد ضد المقاتلات أثناء القتال على مسافة قريبة بالرشاشات.
وخلال المناورة التي دامت أسبوعين، تفوقت المروحيات على المقاتلات.
وفي ذلك الوقت، لم يدرك طيارو المقاتلات خلال المناورات التجريبية أنهم يتعرضون لهجوم أو أنهم "دمروا" إلا خلال جلسة استخلاص المعلومات اليومية.
وجاء في مقال تحدث عن المناورة على موقع وي آر ذي مايتي (We Are The Mighty)، "جاءت نتيجة الاختبار النهائية على الشكل التالي: على المقاتلات تجنب المروحيات مهما كلف الأمر، إلا في حال تفوقت على هذه الأخيرة بالمسافة أو الارتفاع".
وقال نيك لابوس، وهو طيار سابق في الجيش الأميركي لمروحية هجومية من طراز إيه إتش-1 كوبرا، على موقع كورا في العام 2020، إن "المروحية الهجومية المجهزة بالكامل والتي يقودها طاقم مدرب ستهزم غالبية المقاتلات في القتال الجوي الذي تشارك فيه مروحية ضد طائرة، في حال تهورت المقاتلة وهبطت وحاولت الاشتباك".
فعلا"، انها معلومات مفيدة ورائعه تتحدث عن إمكانيات الردع الجوي الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط ، مما سيعزز من ترسانة الولايات المتحدة الأمريكية في الخليج والمنطقة بأسرها.
الرد1 تعليق