قالت مصادر عراقية وسورية إن إمدادات متواصلة من الصورايخ الإيرانية الصنع تشق طريقها من العراق عبر معابر ملتوية وغير شرعية لتصل إلى سوريا وتحديدا إلى الحرس الثوري الإيراني وأذرعه.
وأكد المتحدث باسم مجلس القبائل والعشائر السورية، مضر الأسعد، أن "وتيرة عمليات تهريب الأسلحة والصواريخ الإيرانية إلى سوريا عبر الأراضي العراقية زادت في الشهرين الأخيرين".
وأضاف أن الميليشيات الإيرانية المنتشرة في شرقي سوريا استلمت في بداية شهر آذار/مارس الجاري شحنات جديدة من الأسلحة والذخيرة بالإضافة لدبابات وناقلات جنود.
وأوضح أن شحنات الأسلحة وصلت على متن شاحنات إلى مقر الميليشيا العراقية المدعومة من إيران، سيد الشهداء، في قرية الهري بريف بلدة البوكمال بمحافظة دير الزور بمواكبة عناصر من الميليشا.
وأوردت شبكة عين الفرات يوم 6 آذار/مارس أن الشاحنات عبرت الحدود بفاصل زمني مدته عشر دقائق بين كل شواحدة لتجنب اكتشافها.
وأشارالأسعد إلى أن المهربين يستخدمون طرق معقدة وسرية، فيقودون شاحناتهم بين الأودية والتلال الصحراوية في المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا لتجنب استهدافهم.
ويتم أيضا تهريب بعض الأسلحة عبر شاحنات مدنية بعد تغطيتها بالخضار أو الفاكهة للتمويه، وتُفرغ حمولاتها في مخازن تجارية.
شبكة من أنفاق داعش
ولإخفاء الصواريخ ونقلها، تلجأ الميليشيات إلى استخدام شبكة الأنفاق التي كان تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش) قد حفرها في دير الزور.
وتمتد هذه الشبكة من قرية الشيخ أنس وقلعة الرحبة ومنطقة المزارع، وصولا إلى مركز مدينة الميادين.
وتتركز الميليشيات المتحالفة مع إيران، وأبرزها كتائب حزب الله و لواء فاطميون ولواء زينبيون وحركة النجباء وسيد الشهداء، في البلدات السورية الممتدة من البوكمال إلى الميادين حتى أطراف الرقة وريف حلب.
وتابع الأسعد أن مستشارين من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني يتواجدون أيضا في تلك المناطق حيث تمتلك الميليشيات مستودعات تخزن فيها الأسلحة.
ويوم 11 كانون الثاني/يناير، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أربع شاحنات كبيرة تحمل صواريخ إيرانية الصنع عبرت من العراق وتوجهت إلى مدينة الميادين حيث استقبلها لواء فاطميون.
ويوم 29 كانون الثاني/يناير، وصلت شحنة أخرى تنقل 56 صاروخ أرض-أرض إيراني قصير ومتوسط المدى من العراق إلى كتائب حزب الله المتمركزة في ناحية التبني شرقي محافظة دير الزور.
ومع أن تلك الشحنات سرية بطبيعتها، إلا أنه تم رصدها.
فعلى مدار الشهرين الماضيين، استهدفت ست ضربات جوية على الأقل معاقل تلك الميليشيات، بينها ضربة نفذت يوم 13 كانون الثاني/يناير ودمرت مستودعات أسلحة ومواقع عسكرية في دير الزور والصحراء حول البوكمال.
معابر حدودية سرية
يذكر أنه يوجد منفذ رسمي وحيد يربط محافظة الأنبار العراقية بمحافظة دير الزور السورية، وهو منفذ القائم/البوكمال.
لكن المهربين دخلوا سوريا عبر معابر ترابية وعرة.
بدوره، قال المحلل السياسي العراقي غانم العابد، إن منطقة الحدود تلك تبقى عرضة للاختراق على الرغم من جهود الرقابة المكثفة التي تبذلها القوات العراقية.
وأضاف أن الميليشيات المرتبطة بإيران تستغل هذا الوضع ليس فقط لنقل السلاح والصواريخ الإيرانية، لكن أيضا لتهريب مختلف البضائع والسلع إلى الجانب السوري، إذ تعتبر تلك الممرات متنفسها الاقتصادي".
وأكد أن "إيران تدفع باتجاه بسط نفوذها في الأراضي الحدودية بين العراق وسوريا عبر تعزيز انتشار أذرعها، وبلغ عدد هذه الأخيرة اليوم 33 ميليشيا من مختلف الجنسيات".
وأوضح أن معظم الميليشيات المتحالفة مع إيران تتمركز في الشرق السوري ضمن ثلاث قواعد عسكرية كبيرة، أبرزها قاعدة الأمام علي في البوكمال بالإضافة لمقرات صغيرة.
ووفقا للعابد، فإن استمرار إيران في إمداد هذه الجماعات بالصواريخ والأسلحة يكشف "إصرار نظام طهران على مواصلة تهديداته الإقليمية واستخدام نفوذه هناك كورقة ضغط على المجتمع الدولي".