بعد سنوات من الحرب على الإرهاب، تعمل محافظة الأنبار حاليا على تطوير صناعتها النفطية والاستفادة من ثرواتها الطبيعية للنهوض بواقعها وخدمة الاقتصاد الوطني.
وأعلن مسؤولون يوم 8 تشرين الأول/أكتوبر الجاري عن انطلاق العمل بمشروع جديد لتطوير واحدة من أهم وأقدم مصافي تكرير النفط الخام في البلاد، وهي مصفاة حديثة الواقعة غربي الأنبار.
ودخلت مصفاة حديثة الخدمة لأول مرة عام 1949 بواقع وحدة إنتاجية واحدة وبطاقة ستة آلاف برميل نفط مكرر في اليوم. وفي عام 1982، أضيفت وحدة ثانية بطاقة 10 آلاف برميل يوميا.
وأثناء وقوع الأنبار في قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عام 2015، توقفت المصفاة قسريا عن الإنتاج.
المصفاة تعمل بكامل طاقتها
وفي حديث لديارنا، قال مسؤول عراقي طلب عدم ذكر اسمه إن المصفاة استأنفت عملياتها عام 2018، لتزيد تدريجيا من حجم عملها.
وأضاف أنها باتت اليوم تنتج بكامل طاقتها خصوصا بعد تنظيف المنطقة المحيطة بها من عناصر داعش وإعادة فتح الطرق المؤدية إليها.
ويستخرج النفط الخام من حقول محافظة كركوك ويشحن إلى المصفاة.
وكشف المسؤول ان مشروع إعادة تشغيل مصفاة حديثة بكامل طاقتها هو الثالث من نوعه منذ عقود. وأوضح أن شركة المعدات الهندسية المحلية بدأت بأعمال بناء وحدتين لتكرير النفط بطاقة 10 آلاف برميل يوميا لكل وحدة، وبذلك سيصبح الإنتاج الكلي للمصفاة 36 ألف برميل في اليوم.
وتابع أنه مع استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة، أظهرت وزارة النفط حرصها على النهوض بقطاع النفط في الأنبار.
إكتفاء ذاتي
بدوره، ذكر الخبير الاقتصادي والمتخصص بالشؤون النفطية حمزة الجواهري لديارنا أن محافظة الأنبار تزخر بالمعادن وتتمتع بإمكانية تطوير مصادر الطاقة المتجددة.
ولفت إلى أن الموارد الطبيعية تشمل الفوسفات والرمل العالي النقاوة والذي يدخل في تصنيع السيليكون والموصلات الالكترونية.
ومع ذلك، أشار إلى أن الأنبار ما تزال تفتقر للمشروعات النفطية العملاقة لأن مخزونها الضخم من الغاز غير مستغل كما يجب.
وأكد أن قطاع تكرير النفط في المحافظة بحاجة لتطوير أكبر لينتح أنواعا متعددة من الوقود، مضيفا أن الطريق ما تزال طويلة للوصول إلى كمية إنتاج النفط المتوخاة إذ يجب أن تصل إلى مستوى أعلى لتلبية الطلب في المنطقة.
من جانبه، قال قائم مقام مدينة حديثة، مبروك حميد، إن تطوير مصفاة حديثة من المشروعات التي يأمل المسؤلون أنها ستعزز مكانة محافظة الأنبار كمنتج رئيس للنفط في البلاد.
وأردف أن الانتاج المرتقب للمصفاة بعد استكمال مشروع بناء الوحدتين الاضافيتين يعتبر نقلة نوعية تمهد لمراحل لاحقة من عمليات التطوير قد ترفع الإنتاج اليومي لأكثر من 70 ألف برميل، ما من شأنه أن يغطي الطلب المحلي في المحافظة من الوقود مع إمكانية توفير كميات إضافية.
ولفت إلى أن المصفاة مرتبطة بمشاريع نفطية أخرى في المحافظات الشمالية والوسطى والجنوبية.
وبالتالي، أي تطوير لها سيعود بالنفع على قطاع النفط الوطني، "كما أن قربها من الحدود الغربية يمنحها مستقبلا القدرة على تحقيق طاقات تصديرية مهمة"، حسبما تابع لديارنا.
وختم قائلا: "لدينا احتياطيات هائلة من الغاز الطبيعي في حقل عكاز بمدينة القائم (الحدودية مع سوريا)، وهناك جهود تبذل لاستثمار هذه الثروة".