ذكر مسؤولون لديارنا أن القوات العراقية فرضت تحصينات إضافية حول الحقول والمنشآت النفطية الواقعة في المناطق المحررة من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وتصاعد عدد الهجمات التي تشنها داعش، لا سيما تلك التي تستهدف حقلي علاس وعجيل في محافظة صلاح الدين شمالي البلاد.
وفي هذا السياق، قال مدير إعلام شرطة الطاقة النقيب علي المالكي لديارنا إن القوات الأمنية أحبطت ما لا يقل عن 6 هجمات استهدفت هذين الحقلين.
وأوضح أنه في هذه الحادثة، "حاولت مجموعة إرهابية مكونة من 6 عناصر الاقتراب من خطوط الصد حول حقل علاس، قادمة من مرتفعات حمرين".
وتابع أن "كاميرات المراقبة الحرارية رصدت تحركات هؤلاء العناصر على بعد بضعة كيلومترات وتم على الفور فتح النار باتجاههم وإجبارهم على الفرار والاختباء في الأودية".
وأكد المالكي أن "هذه أحدث [محاولة لـ] هجوم إرهابي على حقول النفط في محافظة صلاح الدين، حيث يستغل الإرهابيون وقوع تلك الحقول ضمن مناطق ذات تضاريس وعرة".
وشدد على أن "الكاميرات التي اكتشفت الإرهابيين كانت من بين عدة تدابير وقائية أضيفت مؤخرا لتعزيز حصانة الحقول والمنشآت النفطية الواقعة في الأراضي التي لا تزال تشهد عمليات أمنية ضد داعش".
تدابير أمنية معززة
وأشار المالكي إلى أنه بالإضافة للكاميرات، "تمت زيادة عديد قوات حماية منشآت الطاقة وأفراد الجيش والشرطة"، ويشمل ذلك فوج طوارئ نُشر لتأمين حقلي علاس وعجيل.
وذكر أن القوات الأمنية جاهزة لصد أي هجوم، وهي مزودة بالأسلحة والنواظير الليلية ومعدات الرصد.
وأضاف أن هذه القوات كثفت دورياتها وعملياتها الاستطلاعية الجوية في الجبال والمناطق الصحراوية المحيطة بالحقلين.
وأكد "عدم قدرة فلول داعش على سرقة وتهريب النفط الخام لا من الحقول ولا من الأنابيب الناقلة للنفط إلى مصافي التكرير".
وشرح أنه بالرغم من الهجمات المتكررة على المنشآت النفطية، يأمل المتطرفون "بفتح ثغرات أمنية" تتيح لهم العودة لاستغلال هذه الثروة من أجل تمويل أنشطتهم الإجرامية.
وفي محافظة نينوى التي تضم مصادر ضخمة لإنتاج النفط بما في ذلك حقول القيارة ونجمة، تتعاون قوات الأمن والعشائر من أجل حفظ الأمن.
وبدوره، قال صالح الجبوري مدير ناحية القيارة إن "أبناء العشائر والسكان المحليين يساهمون مع إخوانهم من رجال الأمن في حماية حقول النفط".
وتابع في حديث لديارنا إن "عدد عناصر شرطة حراسة المنشآت يبلغ اليوم 150 عنصرا. وهناك قوات إضافية من قيادة المقر الجوال ومن أفراد الجيش والشرطة، وكل هؤلاء يؤمنون المواقع النفطية في القيارة على أكمل وجه".
ولفت إلى أن هذه المرافق كانت في فترة من الفترات عرضة للهجمات بشكل شبه يومي.
وتابع "لكن ومنذ طرد داعش وتحرير الموصل (في منتصف 2017) لم نسجل أي حالة خرق أو اعتداء إرهابي".
إعادة الإعمار والتأهيل
وأشار إلى أن العمليات الأمنية "تسير بموازاة حملات الإعمار والتأهيل"، قائلا إن الفرق الفنية العراقية والدولية تمكنت من إصلاح معظم الآبار النفطية التي أشعل عناصر داعش النيران فيها والتي كان يبلغ عددها 22 بئرا.
وأكد الخبير النفطي حمزة الجواهري لديارنا أنه "بات من الصعب جدا على عناصر داعش الاستحواذ على أي شبر من الحقول النفطية".
وأوضح أن ذلك هو نتيجة شدة تحصينات القوات الأمنية وما تمتلكه اليوم من جاهزية عالية إلى جانب الدعم الفني.
وقال إنه "من خلال السيطرة المطلقة، تبوء كل هجمات المسلحين على تلك المواقع بالفشل الذريع. وفي كل مرة تتبدد آمالهم في الحصول على مصدر مهم من مصادر جني الثروة".
لكنه أشار بالمقابل إلى أنه لا يزال هناك خطر يواجهه العمال والإنتاج والاستثمار، ويتمثل في "الصواريخ التي يتم إطلاقها من المناطق النائية القريبة من الحقول النفطية".
وشدد على أن ذلك "يستلزم القيام بحملات أمنية مكثفة ومتواصلة تستهدف إفراغ كل تلك المناطق من بقايا الإرهاب وضمان الاستمرار بجهود إعمار جميع المواقع النفطية المدمرة".