قال خبراء لديارنا إن توسيع روسيا المتزايد لوجودها العسكري العلني في سوريا يمثل مؤشرًا واضحًا على التنافس المباشر المتزايد بين روسيا وإيران لتأمين النفوذ في سوريا.
وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أنه في يوم 24 أيلول/سبتمبر، تم تجميع "عشرات الصحافيين" في المنطقة الريفية غرب دمشق لمشاهدة مقاتلين من كتيبة بالجيش السوري وهم يعرضون المهارات التي تعلموها من المستشارين العسكريين الروس.
وقد كان بين الحضور أيضًا مسؤولون عسكريون بارزون من روسيا وسوريا لمشاهدة الحصة التدريبية التي نفذ خلالها الجنود هجومًا صوريًا وأطلقوا قذائف الهاون والصواريخ وأجروا عمليات إزالة الألغام والإسعافات الأولية.
وفي عرض نادر للعمليات العسكرية التي تقوم بها موسكو في سوريا، ظهر مستشارون روس أمام الكاميرات، كما قام مستشار روسي، بمساعدة مترجم عربي، بتدريب الجنود على كيفية اكتشاف الألغام وإبطال مفعولها.
وغالبًا ما تشير روسيا لقواتها المنتشرة في سوريا على أنهم "مستشارون" عسكريون، مع أن قواتها وطائراتها الحربية تشارك بشكل مباشر في المعارك.
هذا وقد تمكنت قوات النظام السوري، مدعومة عسكريًا من روسيا، باستعادة أجزاء كبيرة من سوريا من قوات المعارضة والمقاتلين المتطرفين منذ العام 2015، وهي الآن تسيطر على نحو 60% من البلاد.
وقد تلقى أفراد قوة النخبة الجديدة التي تأسست في شهر آب/أغسطس شهرين من التدريب العسكري الفردي قبل تعلم العمل في مجموعات كبيرة.
ولا يستبعد قادتهم احتمال انتشار هذه القوات إلى آخر معقل للمعارضة في محافظة إدلب التي تعهد النظام السوري مرارًا وتكرارًا باستعادتها، إلى جانب كل الأراضي السورية.
التواجد العسكري الروسي
وقال المحامي السوري بشير البسام إنه مع أن التدخل العسكري الروسي في سوريا بدأ عام 2015، فقد كان لروسيا وجود عسكري في البلاد قبل ذلك بفترة طويلة.
وأضاف في حديث لديارنا أن روسيا كان لها قواعد عسكرية ومستشارون في سوريا منذ فترة طويلة، هذا بالإضافة إلى تأثيرها المباشر على بعض قطعات الجيش وضباطه.
وأوضح أنه منذ اندلاع الحرب السورية، بدأ التواجد الروسي يأخذ شكلًا مغايرًا، و وهو ما أثر بشكل كبير على مجريات الأحداث.
وتابع أن "التدخل الروسي المباشر في الحرب بدأ من خلال الدفعبمئات المرتزقة الروس في العمليات العسكرية الدائرة".
بدوره، يرى الصحافي السوري محمد العبدالله في حديثه لديارنا أن التدخل العسكري المباشر لروسيا لم يمكن أبدًا بمثل هذا الوضوح، مثلما يدل على ذلك كشف روسيا عن تدريب القطعات التابعة للجيش النظامي.
وأضاف أن هناك ميليشيات تم إنشاؤها في مناطق عدة كانت تقاتل تحت قيادة مباشرة للقيادة الروسية في سوريا.
وتابع أن قاعدة حميميم الجوية التي تديرها روسيا في محافظة اللاذقية "تشهد نشاطًا دائمًا للطائرات العسكرية التي تنفذ غارات لدعم القوات البرية التابعة للنظام، خصوصًا في معارك منطقة إدلب".
وذكر أن هذه القاعدة تشهد في الوقت الحالي عمليات توسع من المتوقع أن تضاعف قدراتها الاستيعابية للطائرات المقاتلة، مشيرًا إلى أن ذلك "يدل على إصرار روسيا على الحفاظ على وجودها العسكري وبشكل علني".
تنافس على النفوذ
من جهته، قال الباحث السياسي عبد النبي بكار في حديث لديارنا إن دعوة وسائل الإعلام لتغطية تدريب الجيش الروسي لكتيبة سورية جديدة تسلط الضوء علىالتنافس الشديد بين روسيا وإيران على النفوذفي سوريا.
وأضاف أن كل طرف يحاول السيطرة على أكبر عدد من القطعات العسكرية التابعة للجيش.
وأوضح أن الشرطة العسكرية الروسية تقوم كذلك بتكثيف انتشارها على الأرض، خصوصًا في مناطق السيطرة المشتركة مع القوات الإيرانية أو الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني، أو في المناطق التي تفصل بين الجانبين.
وأكد بكار أن استعراض القوى هذا يأتي في ظل كثرة الحديث عن "قرب إنهاء معركة إدلب"، مشيرًا إلى أن روسيا تبدو مصرة "على الهيمنة على المنطقة عسكريًا وسياسيًا".