أكد مسؤولون محليون لديارنا أن العائلات العراقية النازحة بدأت تعود إلى مدينة الرشاد في محافظة كركوك، بعد أن تم تطهير المنطقة من الألغام والعبوات الناسفة.
وفي مظهر آخر من مظاهر عودة الحياة إلى طبيعتها في الرشاد، وهي جزء من حي الحويجة، أعيد افتتاح مبنى السلطة المحلية رسميا للعمل في 6 أيلول/سبتمبر.
وكانت القوات العراقية قد استعادت السيطرة على هذه الناحية قبل عام خلال العمليات العسكرية لتحرير الحويجة من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
ومع ذلك، لم تتمكن العائلات النازحة من العودة حينها، إذ عمد تنظيم داعش إلى زرع وسط الحي والقرى المجاورة بالألغام والأجهزة المتفجرة.
وقال لويس العبيدي مدير ناحية الرشاد، إن "قوات الشرطة تمكنت بعد جهود شاقة من إزالة كافة المتفجرات التي كانت تهدد سلامة المدنيين".
وأضاف لديارنا أن "جميع المباني الرسمية والخدمية، وبينها مركز الشرطة، أعيد فتحها مجددا بعد انتهاء عمليات تطهيرها من العبوات الناسفة وإعادة إعمارها".
عودة الوجبة الأولى من العائلات
وأشار العبيدي إلى أن "الوجبة الأولى من العائلات السبعين النازحة عادت إلى منازلها في ناحية الرشاد"، لافتاً إلى أن 50 عائلة أخرى تستعد للعودة قريبا.
وكشف أن "جميع العائلات خضعت للتدقيق الأمني قبل السماح لها بالعودة"، وذلك للتأكد من عدم تسلل إرهابيين بينهم.
وأعرب العبيدي عن أمله بأن تشكل العودة "بادرة خير" تبشر بعودة المزيد من العائلات النازحة إلى منازلها في الرشاد كما في سائر مناطق الحويجة".
وذكر أن "الأهالي شريك أساسي بالجهد الأمني، وعودتهم إلى منازلهم تعد جزءا من بناء الاستقرار في المجتمعات المحلية التي تأذت من الإرهاب".
وتابع: "نأمل أن تتكلل أي خطوة في هذا الاتجاه بالنجاح، ويعود كل شيء إلى طبيعته وتزدهر مناطقنا".
إزالة العبوات الناسفة
من جهته، أكد مدير الإعلام في قيادة شرطة كركوك العميد افراسياو كامل ويس، أن "ناحية الرشاد تخلصت بشكل نهائي من المتفجرات التي زرعها عناصر داعش في الشوارع والمنازل والمباني الرسمية".
وأوضح أن "الشرطة الاتحادية والمحلية تعمل على تفكيك العبوات والألغام وتفجيرها، والمنطقة باتت مؤمنة".
وهذا ما سهل عودة العائلات النازحة.
وأضاف أن "الوضع الأمني جيد بصورة عامة، وهناك انتشار كبير لقطعات الشرطة في محيط الناحية"، مشيرا إلى أن دوريات التفتيش تدمر مضافات داعش ومخازن أسلحتها.
وأردف أن أزمة النزوح قاربت نهايتها، وأمل "ألا يبقى أي نازح ليس فقط في الحويجة بل في جميع أنحاء كركوك".
مصممون على استتباب الأمن
بدوره، أشاد عضو مجلس قضاء الحويجة، عمار الحمداني، بالجهود "الاستثنائية" التي تقوم بها القوات الأمنية في تنظيف الرشاد من فلول داعش واكتشاف مخابئهم.
وأكد لديارنا أن المواطنين مصممون على استتباب الأمن في ناحيتهم، ويدعمون القوات الأمنية في عملها.
وتابع: "هناك لجان أمنية مشتركة تضم أجهزة الأمن ودائرة هجرة كركوك، وتعمل على التدقيق في طلبات النازحين للعودة والتأكد من سلامة موقفهم الأمني".
محمد الجبوري (57 عاما) هو من بين العائدين إلى مركز ناحية الرشاد.
وقال لديارنا "استغرق نزوحنا فترة طويلة، لذا، شعورنا بالسعادة لا يوصف ولا نصدق أننا أخيرا عدنا".