قال ناشطون لديارنا إن عصابات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) تقوم بهدم المقابر في القرى التي تم تحريرها مؤخراً في ريف إدلب وريف حماة.
وأكدوا أن العملية تتم بشكل استعراضي على رغم هروب معظم المدنيين من المنطقة.
وقال الناشط معتز عمران من بلدة حلفايا بريف محافظة حماة، إن "تنظيم داعش بدأ في مطلع الأسبوع الجاري بهدم شواهد القبور في القرى والبلدات التي سيطر عليها في منطقة ريف محافظة إدلب الجنوبي وريف محافظة حماة الشمالي".
وأوضح لديارنا أن التنظيم دخل إلى هذه المناطق في مطلع الشهر الجاري، مستغلا المعارك الدائرة بين قوات النظام وحلفائه من جهة ومجموعات المعارضة من جهة أخرى للدخول إلى أراضٍ جديدة.
وكانت جماعات المعارضة قد انسحبت من المعارضة نظرا لكثافة النيران التي أطلقها النظام.
وبعد دخول هذه المناطق، جالت هيئة الحسبة التابعة لداعش على القرى والبلدات المحلية لتأكيد وجود التنظيم في المنطقة والبحث عن أي انتهاكات لتقييمها القاسي للشريعة.
وأجرت الهيئة جولتها التفقدية في قرى أم الكسور وأم صهريج والمصيطبة وأبو الضهور والشيحة وأبو حبة وعنوز وأبو عجوة.
وقام عناصر الحسبة بتفتيش البلدات بحثا عن أي ممنوعات كالسجائر والأراجيل والمشروبات الكحولية، وحطمت الصحون اللاقطة للقنوات الفضائية على أسطح بعض المنازل.
وقال عمران أنهم أنهوا جولتهم في منطقة المقابر حيث تمت تسوية شواهد القبور بالأرض بحجة أنها "مخالفة للشرع".
غضب شعبي على داعش
وأشار عمران إلى أن "هذا التصرف من قبل عناصر داعش يبدو وكأنه رسالة لأهالي هذه البلدات والقرى والفصائل المتواجدة في المنطقة، ومفادها أن التنظيم ورغم الخسائر الكبيرة التي تكبدها، لا يزال قادراً على الانتشار في أراض جديدة وتطبيق قوانينه الخاصة".
وأكد عمران أن تصرفات التنظيم هذه تركت شعوراً بالغضب والاستياء لدى المدنيين، سواء أولئك الذين بقوا في المنطقة وهم قليلي العدد ومعظمهم من كبار السن، أو أولئك الذين هربوا إلى المناطق الآمنة في ريف إدلب الجنوبي.
ولفت عمران إلى أن "التنظيم يتمدد بشكل طولي في المنطقة باتجاه مدينة إدلب"، فيتقدم باتجاه ناحية السعن شمالي شرق حماة ويقوم باحتلال القرى والبلدات التي تصادفه.
وأضاف أن هذا الأمر يشكل خطرا كبيرا "إذ أن التنظيم يقوم بعزل العديد من المناطق في المنطقة والتي لا يزال المدنيون عالقين فيها، إذ أن الغالبية تفاجأت بالمعارك الدائرة وأصبحوا شبه محاصرين".