يسعى تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) لاستغلال الأطفال في تنفيذ الهجمات الانتحارية "كورقة أخيرة" لتعويض خسائره الكبيرة على يد القوات العراقية.
وأحبطت الشرطة الأسبوع الماضي هجومين انتحاريين بواسطة طفلين كانا ينويان تفجير نفسيهما على قوات الأمن والمدنيين في مدينة كركوك.
وقال قائد شرطة كركوك العميد خطاب عمر عارف في حديث لديارنا إن الشرطة كانت على علم مسبق بنية داعش استهداف كركوك من خلال انتحاريين، مشيرا إلى أنهم اتخذوا التدابير اللازمة لإحباط مخطط التنظيم.
وتابع "أعلنا حالة التأهب القصوى، وتمكنت قواتنا يوم ٢١ آب/أغسطس من تفجير أحد الانتحاريين بإطلاق النار عليه قبل وصوله لحسينية جعفر الصادق في حي الواسطي جنوب كركوك".
وقال إن الانتحاري كان طفلا.
وأضاف "كما استطاعت قواتنا عقب هذه المحاولة وفي نفس اليوم من إحباط هجوم انتحاري ثان بواسطة طفل آخر عمره ١٥ عاما قرب مركز الشباب القديم في حي التسعين وسط كركوك".
وأوضح عارف أن عناصر داعش قاموا أولا بتفجير عبوة عن بعد مما أثار جوا من الفوضى وسمح للمفجر من التسلل بين المسعفين وقوات الأمن لتفجير نفسه بينهم وإيقاع أكبر عدد من الخسائر.
"لكن رجال الشرطة اكتشفوا أمره وتمكنوا من الإمساك به وتفكيك حزامه الناسف"، وفق ما أشار.
وأشار إلى أن "هناك تحقيقات موسعة نجريها مع الطفل لمعرفة كيف تم تجنيده ومن ساعده واحتضنه".
تاريخ من استغلال الأطفال
وأكد عارف أن الجماعات المتطرفة مثل داعش سبق وأن استخدمت في السنوات الماضية الأطفال في تنفيذ العديد من العمليات الانتحارية بعد غسل عقولهم بالأفكار المتطرفة.
وذكر "تنظيم داعش يحاول الآن جراء خسائره الفادحة العودة إلى هذا الأسلوب واستغلال براءة الأطفال والتلاعب بمشاعرهم وأدمغتهم لتنفيذ أجنداته الإرهابية والتغطية على هزائمه وضعفه".
وشدد عارف "سنعمل على تحديث خططنا الأمنية للتصدي لأي محاولات إرهابية من هذا النوع، ولن نسمح لداعش بارتكاب المزيد من المجازر وسنكون لها بالمرصاد".
بدوره، اعتبر مسؤول إعلام الحزب الديمقراطي الكردستاني في مدينة الموصل سعيد مموزيني لديارنا أن "داعش تعيش اليوم أسوأ أيامها"، وأن "لجوءها إلى استغلال الأطفال في الهجمات الانتحارية يمثل الورقة الأخيرة لها، وهو دليل كبير على انهيارها ويأسها وعدم قدرتها على المجابهة".
وأضاف مموزيني "بعد احتلال الإرهابيين للموصل قبل عامين قاموا بتأسيس ما أسموه بجيش أشبال الخلافة، وهذا التشكيل ضم حوالي ألفي طفل لا تتجاوز أعمارهم ١٥ عاما".
"وهؤلاء الأطفال الذين قامت داعش بأخذهم من أهلهم عنوة أخضعتهم لتدريبات عنيفة في فنون القتال الأعزل واستخدام السلاح في معسكرات تجنيد داخل الموصل"، بحسب ما ذكر.
وأشار إلى أن داعش عملت داخل المعسكرات على غسل عقول الصبية وتهيئتهم لتنفيذ الهجمات لاسيما الانتحارية منها.
يجب حماية الأطفال
وشدد مموزيني على أن المحاولة الانتحارية الفاشلة في كركوك "تكشف عن نية الإرهابيين الاستعداد لمرحلة ما بعد هزيمتهم المحتومة بالموصل"، وذلك بالعودة لأسلوب استخدام الأطفال في تنفيذ التفجيرات.
ولفت إلى أهمية استنفار كل الجهود الأمنية الممكنة لمنع ذلك من الحدوث.
وأعرب فاضل الغراوي، عضو مفوضية حقوق الإنسان العراقية عن استنكار المفوضية لمحاولات تنظيم داعش استخدام الأطفال كأدوات قتل.
وقال لديارنا "الإرهابيون وبعد الضربات الأخيرة الموجعة التي تلقوها، عادوا لممارسة إجرامهم باستغلال الأطفال في التفجيرات الانتحارية لإظهار أنفسهم بأنهم ما زالوا أقوياء وقادرين على إلحاق الخسائر".
وتابع الغراوي أن المفوضية تؤكد استنكارها لجميع أساليب داعش الارهابية، وتدعو إلى اتخاذ كل الإجراءات المناسبة للتخلص سريعا من الإرهاب وعدم السماح له باستغلال وتجنيد الأطفال.
وأكد أن "الطفولة بالعراق تعرضت لأبشع الانتهاكات على يد داعش، ومن المهم العمل على إزالة أية تأثيرات تركها الإرهابيون في عقول وسلوك أطفالنا لينموا بشكل صحيح ويكونوا عناصر فعالة في المجتمع".