حملت قافلة معونات إنسانية جديدة يوم الخميس (15 آذار/مارس) بعض الأغذية التي يحتاجها السكان بصورة ماسة في منطقة الغوطة الشرقية، حيث اقتربت الحكومة السورية من استرداد جيب المعارضة المدمر خارج دمشق بعد استعادتها لبلدة رئيسية هناك.
وقد فر الآلاف يوم الخميس من الغوطة الشرقية إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، وهو العدد الأكبر منذ بداية هجوم النظام على الجيب يوم 18 شباط/فبراير.
وقالت منظمة تراقب الحرب في البلاد إن قوات النظام تسيطر الآن على 70% من المنطقة، وقسمت المناطق المتبقية بقبضة المعارضة إلى ثلاثة جيوب متقلصة.
هذا وقد استعادت قوات النظام يوم الخميس بلدة حمورية التي تقع في منطقة معزولة بجنوب الغوطة، وذلك بعد شن هجوم جوي وبري شرس.
حيث قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن حمورية وقعت بيد قوات الحكومة بعد انسحاب مقاتلي فيالق الرحمن، وهو أحد فصائل المعارضة هناك.
وكان تقدم قوات النظام في حمورية بالليل قد فتح ممرًا في البلدة للوصول إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة.
وقد هربت مجموعات من النساء والأطفال عبر ذلك الممر يوم الخميس وهم يحملون حقائب بلاستيكية ممتلئة بالملابس ويدفعون عربات أطفال مكدسة بالحقائب والأفرشة.
وقال المرصد إن أكثر من 12 ألف شخص فروا من الجيب يوم الخميس في "أضخم عملية نزوح منذ بداية الهجوم على الغوطة".
بينما قال الجيش الروسي الذي ساند الهجوم على الجيب إنه يمكن أن يكون 13 ألف شخص قد غادروا الغوطة بنهاية اليوم.
وفي يوم الخميس، دخلت قافلة غذائية مشتركة لحوالي 26 ألف شخص مدينة دوما، وهي أكبر مدن الغوطة وتمثل جزءًا من جيب منفصل خاضع لسيطرة المعارضة.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي تقوم بتنفيذ عمليات التسليم إلى جانب الهلال الأحمر العربي السوري والأمم المتحدة، إن "هذا مجرد شيء قليل مما تحتاجه تلك العائلات".
وكان رئيس الصليب الأحمر "بيتر مورير" متواجدًا مع القافلة، وهي المرة الأولى التي يرافق فيها مثل هذه العملية.
وتأتي المعونة التي قدمت يوم الخميس بعد يومين متواصلين من عمليات الإجلاء الطبي من دوما التي شهدت إخراج عشرات المدنيين من المنطقة لتلقي العلاج في دمشق.