هرات -- دان علماء دين في هرات سوء معاملة النظام الإيراني للاجئين الأفغان ووصفوها بأنها غير تتنافي مع الشريعة الإسلامية والإنسانية، وذلك عقب صدور التقارير الأخيرة حول العنف والتعذيب اللذين مورسا ضدهم.

ومنذ عقود وإيران تستضيف ملايين اللاجئين الأفغان، لكن الموجات الجديدة من اللاجئين التي تدفقت على البلاد منذ شهر أغسطس/آب شكلت اختبارا لصبر السلطات والمواطنين العاديين.

في الأشهر الأخيرة، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صور وأشرطة فيديو مروعة للاجئين الأفغان في إيران، تظهر أفغان شبان غارقين في دمائهم بعد تعرضهم للاعتداء بالسكاكين وغيرها من الأدوات الحادة.

واندلعت الشهر الماضي احتجاجات في هرات بعد تداول أشرطة فيديو تظهر حرس الحدود الإيراني ومدنيين إيرانيين وهم يضربون مواطنين أفغان، مع أنه من غير الواضح متى وأين صورت هذه الأشرطة.

وقال علماء دين أفغان إن النظام الإيراني يكون لا يحترم قيم الإسلام ويخالف تعاليمه عندما يعمد إلى تعذيب الأفغان الأبرياء وقتلهم.

وقال عالم الدين في مدينة هرات مولوي عبد الله مولويزاده، "وفقا للإسلام وأحاديث النبي محمد (ص)، فإن تعذيب اللاجئين الأفغان في إيران وإساءة معاملتهم محرمان على نحو صارم".

وأضاف "إذا كان الجيش الإيراني مسلما حقا، ما كان ليضرب أبدا اللاجئين الأفغان أو يعذبهم أو يسيء معاملتهم".

وتابع أنه إذا أجبر مسلم على الهجرة إلى بلد مسلم آخر، فمن واجب ذلك البلد أن يوفر له الملاذ الآمن.

بدوره، قال عالم الدين الآخر في مدينة هرات مولوي غلام محمد محمدي، إنه في حين تصف الحكومة الإيرانية نفسها بأنها مسلمة، فإن معاملتها للاجئين الأفغان غير إسلامية على الإطلاق.

وأضاف أن أعمال العنف التي يرتكبها الإيرانيون ضد اللاجئين الأفغان هي لا إنسانية ومخالفة للشريعة.

وتابع أن "إيران لا يمكن أن ترتكب أعمال عنف ضد اللاجئين الأفغان الذين لا حول لهم ولا قوة ووتوجهوا إلى ذلك البلد بحثا عن العمل والطعام"، مشددا على أن الإسلام دين إخاء ورحمة.

ووفق علماء الدين الأفغان ومن منظور إسلامي، للجار المسلم الكثير من الحقوق التي يجب على جيرانه المسلمين احترامها.

وأوضح قاري محمد عارف نوري، وهو عالم دين آخر في مدينة هرات، أن حقوق اللاجئين الأفغان قد انتهكت بشكل صارخ.

وأضاف أن "سوء معاملة اللاجئين الأفغان وقمعهم في إيران ضد القيم الإسلامية، والإسلام يرفض مثل هذا السلوك".

وقال نوري إن المسلمين أخوة، ولا ينبغي لأخ أن يسيء معاملة أخيه.

من جانبه، قال أحد أهالي هرات صبغة الله عزيمي، إن "إيران لم تكن أبدا جارا جيدا لأي من جيرانها. فقد كانت تسعى دوما لتحقيق مكاسبها على حساب جيرانها وتدميرهم".

وأضاف أن "الحكومة الإيرانية لا تنظر للاجئين الأفغان... على أنهم بشر".

على المحاكم الدولية أن تحقق

ويطالب بعض المحللين والمحامين الأفغان المحاكم الدولية بالتحقيق في سوء معاملة اللاجئين الأفغان في إيران.

فوفقا لقوانين الهجرة الدولية، لا يجوز للنظام الإيراني أن يسيء معاملة اللاجئين الأفغان، حسبما قال محمد عارف أريافار، وهو محام في مدينة هرات.

وأضاف "لقد شهدنا الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان للاجئين الأفغان في إيران. اللاجئون لا حول لهم ولا قوة، وليس لديهم أي وسيلة للدفاع عن أنفسهم".

وتابع "ثمة أيضا بعض التقارير الصادمة التي تفيد بأن الحكومة الإيرانية تقتل اللاجئين الأفغان الأبرياء لأسباب مختلفة وتبيع أعضاءهم".

وأكد أنه يجب على المنظمات الدولية ذات السمعة الطيبة التحقيق في كل هذه الجرائم المشتبه بارتكابها.

وتابع أنه "يجب تحديد هوية أي شخص متورط في تعذيب اللاجئين الأفغان وقتلهم في إيران ومساءلته. لقد تعرض اللاجئون الأفغان للاضطهاد في إيران لعقود طويلة، لكننا لم نر أبدا أي ملاحقة قضائية للجناة".

وقال محمد زاهر أنديشماند، وهو محلل سياسي في غور، إن قمع اللاجئين الأفغان وإساءة معاملتهم وقتلهم في إيران جريمة ضد الإنسانية يجب التحقيق فيها بشكل شامل.

ووصف الوضع في إيران قائلا "لا أحد ينظر في... مظالم اللاجئين الأفغان".

وأكد على ضرورة أن تتدخل الأمم المتحدة في الوضع المأسوي للاجئين الأفغان في إيران وأن توقف مستقبلا أي إساءة معاملة أو قمع.

وذكر "نعرف الكثير من الأشخاص الذين اختفوا في إيران لسنوات عديدة"، مضيفا أن الحكومة الإيرانية "لا تسمح لأي منظمة بالتحقيق في حالات الاختفاء".