أكد خبراء لديارنا، أن شركة ماهان للطيران الإيرانية الخاضعة للعقوبات، تورطت مجددا في نشاط مشبوه لصالح النظام الإيراني مع قيامها مؤخرا بالعديد من الرحلات الجوية إلى فنزويلا دعما للجهود المبذولة للدفع قدما بخصمي الولايات المتحدة.
وكانت جهود إيران لتصدير البنزين والمنتجات البترولية الأخرى إلى فنزويلا قد تصدرت عناوين الصحف في الأسابيع الأخيرة، مع وصول خمس ناقلات إيرانية تنقل البنزين ومشتقات النفط إلى مصفاة النفط الرئيسة في فنزويلا.
وتقوم شركة ماهان للطيران بنقل الإمدادات إلى فنزويلا، البلد الخاضع للعقوبات الأميركية والواقع على حافة الانهيار الاقتصادي.
وطلبت فنزويلا المساعدة من إيران لإعادة بناء منشآتها النفطية المتداعية، في وقت يحظر فيه على إيران بموجب العقوبات الأميركية بيع النفط نقدا، وهي تأمل في تعويض ذلك عن طريق تلقي دفعات بالذهب من فنزويلا.
ووجهت لشركة ماهان للطيران تهمة التعامل مع الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس التابع له، وأدرجتها الولايات المتحدة على اللائحة السوداء.
وكشف الخبراء الذين تحدثوا إلى ديارنا عن اعتقادهم بأن التحقيق في الأنشطة العالمية لشركة ماهان للطيران يمكن أن يقدم صورة أوضح للأنشطة المزعزعة للاستقرار التي يقوم بها الحرس الثوري الإيراني في جميع أنحاء العالم، ويكشف بعمق أكبر طبيعته القريبة من المافية.
تعاون عسكري مع الحرس الثوري الإيراني
وفي هذا الإطار، قال الناشط السياسي أحمد كيلاني لديارنا، إن شركة ماهان للطيران منخرطة في جميع ممارسات الحرس الثوري الإيراني غير السوية، إضافة إلى التوسع الإيراني في المنطقة والعالم.
وأضاف كيلاني أن الولايات المتحدة كانت أول من كشف التعاون العسكري بين شركة الطيران والحرس الثوري الإيراني وأبلغت عنه، إلا أن المسؤولين الإيرانيين نفوا وجود هكذا تعاون.
لكن المفارقة شاءت أن يعترف القيادي في الحرس الثوري الإيراني، اللواء نصرت الله بور حسيني، بأن فيلق القدس استخدم طائرات شركة ماهان لنقل الجنود.
وتابع كيلاني أنه يبدو أن النظام الإيراني يكشف اليوم علنا عن دور شركة الطيران، مؤكدا "أن شركة ماهان للطيران متواجدة في كل مكان، من اليمن إلى سوريا والصين واليوم فنزويلا".
وأردف أن طائرات شركة ماهان نقلت في مناسبات عدة معدات عسكرية إلى اليمن، مشيرا إلى أنها "حاولت مرة الهبوط في مطار صنعاء الدولي على الرغم من تهديدات القوات السعودية"، قبل أن تضطر في نهاية المطاف إلى الانعطاف وتغيير مسارها.
واعتبر أن ممارسات شركة الطيران تشير إلى أنها "ليست شركة عادية لنقل المدنيين جوا، إنما هي في الواقع جزء من كيان عسكري يستخدم الركاب كدرع بشري لأغراض عسكرية".
وأوضح كيلاني أنه كما جرت العادة مع الكيانات الشبيهة بالمافيات، فإن شركة ماهان للطيران لم تتحمل المخاطر دون أي مكسب مادي.
وتابع: "وكدليل على ذلك، كان من المقرر تحت قيادة [الرئيس الإيراني السابق محمود] أحمدي نجاد أن تسير شركة ماهان رحلات بين طهران وكاراكاس، اعتقادا منه أن الرحلات الجوية إلى كاراكاس ستسمح بالوصول إلى ’الفناء الخلفي‘ للولايات المتحدة".
لكن شركة ماهان للطيران لم توافق على تسيير هذا الخط إلا إذا منحت تصاريح لتسيير رحلات إلى الصين ولبنان، وبعد رحلة واحدة فقط، "علقت جميع الرحلات الجوية إلى كاراكاس إثر نزاع مالي مع وزارة الصناعة".
وشدد كيلاني على أن شركة ماهان للطيران لم تكن تقدم على تحمل أي مخاطر حتى يتم تسديد أتعابها التي تفوق بأضعاف عدة المعدلات العادية، لافتا إلى أن "هذه الأتعاب تذهب مباشرة إلى جيوب قادة الحرس الثوري الإيراني".
إيران تعاني من مشكلة مالية كبيرة
وفي حديث لديارنا، قال الخبير الاقتصادي بهزاد جون آبادي إن تنظيم شركة ماهان للطيران لرحلات إلى فنزويلا لنقل الذهب إلى إيران، يثبت أن مشروع إيران للالتفاف على العقوبات الأميركية في آسيا يواجه مشكلة خطيرة.
ورأى أن هذا الأمر يدل على عجز طهران عن تلقي أموال نقدية حتى من الدول الآسيوية نتيجة للعقوبات القائمة.
ولفت جون آبادي إلى أنه من المستغرب أن تستأنف شركة ماهان للطيران رحلاتها إلى فنزويلا مع ضعف حركة الركاب لتكون مربحة، مشيرا في الوقت عينه إلى أن السبب وراء ذلك يمكن أن يكون حاجتها الماسة إلى السيولة النقدية.
وبالمثل، "فإن حاجة إيران الماسة إلى السيولة النقدية هي السبب الرئيس وراء إقدام النظام على مخاطرة كهذه".
وأضاف جون آبادي أن هذه الرحلات هي جزء من عمليات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني للالتفاف على العقوبات، مشيرا إلى أنه "لا يوجد فرق بين هذه الرحلات وما جرى سابقا في سوريا واليمن والصين".
وأوضح أن "خلف كل ذلك تقف ميليشيا مافياوية إرهابية تحقق أرباحا ضخمة من زعزعة الأمن في العالم ونشر عدم الاستقرار فيه".
وقال إن العقوبات الأميركية أدت إلى انخفاض سريع في موارد السيولة النقدية للحكومة الإيرانية، لذا نرى النظام "ينقل الذهب حتى لا يكون هناك أي أثر لتدفق نقدي يخلفه فيلق القدس وراءه للتدفق".