خلص مسؤولون أمريكيون، بحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال نشر يوم 28 حزيران/يونيو الماضي، إلى أن الهجمات التي استخدمت فيها طائرات مسيرة والتي استهدفت منشآت نفطية سعودية في 14 أيار/مايو الماضي شنت من العراق وليس من اليمن.
وذكر التقرير أن مسؤولين أمريكيين مطلعين على المعلومات الاستخباراتية الخاصة بهذه الهجمات أكدوا أنها انطلقت من جنوبي العراق، مرحجين احتمال أن تكون الميليشيات الموالية لإيران وراء هذه العملية.
وأضاف التقرير أن وزير الخارجية الأميركي مارك بومبيو حث رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي على اتخاذ خطوات تضمن عدم استخدام العراق كقاعدة لشن الهجمات.
وكشف التقرير أن المسؤولين العراقيين يشككون في التقدير الأميركي، وطلبوا من إدارة ترامب الحصول على مزيد من الأدلة التي تؤكد مزاعمها.
وكانت ميليشيا الحوثي (أنصار الله) في اليمن المدعومة من إيران قد أعلنت في البداية مسؤوليتها عن هجمات الطائرات المسيرة التي استهدفت محطتي ضخ بالقرب من العاصمة السعودية الرياض وأدت إلى إغلاق خط أنابيب رئيسي.
وتصل قدرة ضخ خط الأنابيب المستهدف إلى خمسة ملايين برميل من النفط الخام يوميًا، ويوفر طريقًا استراتيجيًا بديلًا للصادرات السعودية في حال إغلاق خط الشحن من الخليج عبر مضيق هرمز.
إيران تسعى لاستغلال الأراضي العراقية
بدوره، قال النائب العراقي السابق والخبير بالعلاقات الدولية عمر عبد الستار إن "واشنطن أبلغت العراق في وقت سابق بأن الدلائل التي بحوزتها تؤكد أن مصدر الهجوم هو الأراضي العراقية".
وأشار في حديث لديارنا إلى "ضلوع ميليشيات عراقية على ارتباط بالحرس الثوري الإيراني في الهجوم، إضافة إلى حزب الله اللبناني".
وأكد أن "الإيرانيين يدعمون الحوثيين في اليمن وهجماتهم المتواصلة ضد السعودية، ويسعون إلى فتح جبهة جديدة ضد المملكة عبر ميليشياتهم الموجودة في العراق".
وذكر عبد الستار أن "إيران تحاول استخدام الأراضي العراقية كقاعدة لتهديد السعودية وباقي دول المنطقة من خلال ميليشياتها العراقية التي يديرها قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني".
وأصدر عبد المهدي يوم الاثنين، 1 تموز/يوليو، مرسومًا يقضي بضم جميع الجماعات المسلحة إلى الجيش العراقي.
ووفقا للمرسوم، ستسري على عناصر قوات الحشد الشعبي القوانين نفسها التي تسري على عناصر الجيش النظامي، وستعمل هذه العناصر بالكامل كجزء من القوات المسلحة العراقية.
وتابع عبد الستار أن هذا القرار "ربما يعكس الامتعاض الدولي والإقليمي من تزايد خطر وكلاء إيران في العراق".
وفي أعقاب صدور التقارير الجديدة حول هجوم 14 أيار/مايو على السعودية، اتصل عبد المهدي هاتفيًا بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ناقشا خلاله العلاقات بين البلدين.
ووفق مكتب رئيس الوزراء العراقي، فقد ناقش الزعيمان التعاون الثنائي لتحقيق الاستقرار في أسعار النفط وأهمية الحفاظ على أمن البلدين.
من جانبها، أعلنت السعودية عن نشر أنظمة للمراقبة وللرصد الجوي على الحدود مع العراق.