أكد الناشط السوري هيسم الإدلبي أن الظهور الأخير لزعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني في مقابلة تلفزيونية تم تناقلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي يوم الأحد، 12 أيار/مايو، أشاع حالة من الهلع بين المدنيين في منطقة إدلب، حيث اعتُبر إعلانا للحرب المفتوحة.
وقال الإدلبي لديارنا لموقع ديارنا إن أي تصعيد للصراع قد يعرض المجتمع المحلي للخطر، لافتا إلى أن المنطقة مكتظة بالمدنيين من أهال أصليين ونازحين.
وقد نشر الناشط الإعلامي طاهر العمر الفيديو عبر حسابه على تطبيق تيليغرام.
وأشار الإدلبي إلى أنه فور انتشار الفيديو، حاول المدنيون الهروب بأعداد كبيرة من أطراف المحافظة إلى داخلها.
وتدور معارك عنيفة عند أطراف المحافظة بين المعارضة المسلحة والجماعات المتطرفة من جهة، والنظام السوري وحلفائه ومنهم حزب الله اللبناني من جهة أخرى.
وتزود القوات الروسية النظام السوري بدعم جوي وعسكري شامل.
وذكر الإدلبي على لسان العمر أن المقابلة جرت في منطقة قتالية بريف شمالي سوريا.
ودعا الجولاني خلال المقابلة إلى حمل السلاح لمواجهة الهجوم الذي تتعرض له المنطقة، قائلا إن الجماعات الموجودة في منطقة إدلب قد توحدت.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، التقى الجولاني يوم الخميس، 9 أيار/مايو، بنحو 50 ناشطا إعلاميا استدعاهم "المكتب الإعلامي" لتحرير الشام إلى منطقة نائية في ريف إدلب.
وقال الناشطون الذين حضروا الاجتماع للمرصد، إن الجولاني حاول تبرير خسارة كفرنبودة وقلعة المضيق لصالح النظام وأكد استعداد هيئة تحرير الشام للدفاع عن المناطق التي لا تزال تحت سيطرته.
تهديدات تدق ناقوس الخطر
وقال الإدلبي لديارنا إن ظهور الجولاني ودعوته لحمل السلاح يشيران إلى أنه اتخذ دورا مهما في الهيئة وبات يسيطر أو يدعى السيطرة على كل الجماعات المتطرفة في المنطقة.
وأضاف أن ذلك يشمل على ما يبدو الحزب التركستاني الإسلامي في سوريا وجيش العزة ومجموعات عدة من مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وتابع أن المدنيين غير القادرين على مغادرة المنطقة يحاولون تخزين ما أمكن من المواد الغذائية، تحسبا لانقطاعها في حال اشتدت المعارك.
وأضاف أن "ذلك أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية لشدة الطلب عليها رغم ارتفاع الأسعار بشكل جنوني".
ولفت الإدلبي إلى أن تهديد الجولاني بقصف قاعدة حميميم الجوية التابعة للنظام السوري والتي هي حاليا تحت الإدارة الروسية في محافظة اللاذقية، كان بمثابة ناقوس خطر إذ أن ذلك سيؤدي بلا شك إلى تفاقم الأوضاع.
ومن جهته، اعتبر الخبير في الجماعات الإرهابية يحيى محمد علي أن توقيت ظهور الجولاني يفتح المعركة على مصراعيها ويعطي حجة لروسيا لملاحقة الجماعات المتطرفة في المنطقة والقضاء عليها.
وأشار إلى أن الجولاني ظهر حاملا سلاح كلاشينكوف، وهو السلاح الذي يختار جميع زعماء تنظيم القاعدة حمله في إطلالاتهم، بما في ذلك أسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوي.
وأضاف علي أن ذلك يدل على التزام الجولاني بفكر القاعدة ومحاولته اتخاذ دور الزعيم الوحيد للجماعات المتطرفة في المنطقة، ملزما كافة العناصر المسلحة المتطرفة باتباع أوامره.