جوبهت محاولة هيئة تحرير الشام تغيير حلتها عبر استبدال علمها للمرة الثالثة بالرفض من قبل ناشطين ومدنيين سوريين بسبب تشابهه هذه المرة مع علم الثورة السورية.
وأعرب ناشطون عن قلقهم من أن تؤدي هذه الخطوة إلى تغيير نظرة الداخل السوري والخارج بحيث يظهر للعالم أن المعارضة السورية اندمجت مع الجماعة واعترفت بها.
واتخذ قرار استبدال علم الهيئة في شمالي سوريا بعلم جديد من قبل اللجنة التأسيسية لما يسمى بحكومة الإنقاذ، وهي الجبهة السياسية لهيئة تحرير الشام.
وجوبه هذا القرار بالرفض والانتقاد في شمالي سوريا وخارجها، واعتبر ضربة جديدة للثورة.
وأكد المحامي بشير البسام لديارنا أن اللجنة أقرت هذا الأسبوع علما جديدا على أن يتم اعتماده فورا في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.
وأوضح أن العلم الجديد يشبه العلم القديم بألوانه الأخضر والأبيض والأسود، لكن تم استبدال النجوم الحمراء التي كانت تتوسطه بعبارة الشهادة.
وكتبت الشهادة بنفس الخط المستعمل على علم تنظيم جبهة النصرة الموالي للقاعدة والذي كان يستخدمه قبل اندماجه مع هيئة تحرير الشام.
رفض واسع النطاق
وأضاف البسام أن "القرار لاقى رفضا على الصعيد الشعبي والحقوقي داخل سوريا وخارجها".
إلا أن العلم الجديد بات العلم المعتمد حسبما تابع، لافتا إلى أن عناصر الأمن التابعين لهيئة تحرير الشام يمنعون منذ أشهر رفع علم الثورة الأساسي خلال الاحتفالات والتظاهرات.
وكشف أن مواجهات عدة جرت مع الناشطين والمدنيين حول هذا الموضوع.
وأشار البسام إلى أن تغيير العلم يعتبر ضربة جديدة للثورة الحقيقية، ويشكل اعتماده "استهانة كبيرة بكل أرواح الثوار التي سقطت ولكل من أصيب برصاص قوات النظام وصواريخه على مدى الأعوام السابقة".
وقال إن التغيير سيفسر على أنه تحول لجميع من يوالي الثورة نحو التطرف أو على الأقل نحو دعم الفصائل الإسلامية المتطرفة المنتشرة في مناطق الشمال السوري.
ورأى البسام أن "توقيت القرار خطر جدا"، لافتا إلى أن هيئة تحرير الشام ستحاول من خلال هذا القرار استمالة بعض الفصائل المتطرفة للعمل ضمن صفوفها وتشجيع بعض الجماعات المعتدلة على الانضمام إليها.
وختم قائلا إن القرار قد يدفع التحالف الدولي والعديد من الدول التي تكافح الجماعات المتطرفة في سوريا إلى رفع دعمها لبعض الفصائل، وينسحب الأمر نفسه على بعض المنظمات الدولية ومنظمات الأمم المتحدة.