استهدفت سلسلة من الغارات الجوية مناطق الجنوب السوري الخاضعة للمعارضة يوم الخميس، 5 تموز/يوليو، مع شن النظام السوري والقوات المتحالفة معه أعنف عملية قصف منذ انطلاق الهجوم في 19 حزيران/يونيو.
وجاء الهجوم المتجدد عقب فشل المحادثات برعاية روسيا يوم الأربعاء، وكان هدفها وضع حد للهجوم في محافظة درعا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن نحو 150 مدنيا قتلوا منذ بداية الهجوم، وقد تحدثت الأمم المتحدة عن نزوح حتى 330 ألف شخص جراء ذلك.
وأشار المرصد إلى أن الطيران السوري والروسي أسقط مئات الصواريخ والبراميل المتفجرة خلال الليل.
وذكر مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن القصف شكّل محاولة لدفع المعارضة إلى التراجع "بعد رفضها الخضوع للبنود الروسية الخاصة بالهدنة".
وقال المرصد إن الغارات الجوية متواصلة وهي تستهدف مدينة طفس في شمالي غربي محافظة درعا والمدن والقرى القريبة من الحدود الأردنية.
ولفت إلى أن ستة مدنيين بينهم امرأة وأربعة أطفال قتلوا في مدينة صيدا التي كانت قوات النظام البرية تحاول السيطرة عليها.
وأضاف المرصد أن قوات النظام سيطرت أيضا على نقطة أمنية عند الحدود الأردنية للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاث سنوات.
فشل المحادثات برعاية روسيا
وجاء الهجوم المكثف بعد أن أعلنت المعارضة يوم الأربعاء فشل المحادثات برعاية روسيا للتفاوض على الاستسلام وإنهاء الهجوم.
وكانت أكثر من 30 مدينة في الجنوب قد وافقت سابقا على الاستسلام، مما وسع نطاق سيطرة النظام على محافظة درعا بنسبة 60 في المائة تقريبا، أي ضعف ما كانت تسيطر عليه قبل بداية الهجوم.
وركزت المحادثات خلال الأسبوع الجاري على أراضي المعارضة الباقية في ريف درعا الغربي والنصف الجنوبي من عاصمة المحافظة.
وبعد الاجتماع بوفد روسي بعد ظهر الأربعاء، أعلنت قيادة المعارضة المشتركة للجنوب فشل المحادثات بسبب مسألة تسليم المعارضة سلاحها الثقيل.
وقالت مصادر من المعارضة إن روسيا طالبت تسليمها كل سلاحها الثقيل دفعة واحدة، غير أن عناصر المعارضة كانوا يريدون القيام بذلك على عدة مراحل.
كذلك، زعم أن روسيا رفضت مطالب بعض عناصر المعارضة بتأمين مرور آمن إلى الأراضي الخاضعة للمعارضة في أجزاء أخرى من سوريا.
يُذكر أن مجلس الأمن في الأمم المتحدة سيعقد اجتماعا طارئا ومغلقا بشأن الهجوم يوم الخميس.