مع مواصلة النظام السوري تكثيف غاراته الجوية على مناطق الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة، وجه اتحاد الأطباء المحليين بياناً ناشدوا فيه المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية مساعدتهم.
ودعاهم البيان المشترك الذي صدر يوم الأربعاء، 7 شباط/فبراير، عن اتحاد الأطباء السوريين الأحرار والإدارة المحلية في الغوطة الشرقية، "إلى التدخل فوراً ومباشرة لرفع المعاناة عن المدنيين".
ودعا أيضاً المجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة للضغط على النظام السوري "بهدف رفع الحصار والسماح بدخول الدواء والغذاء".
وأشار البيان أيضا إلى مقتل خمسة من أعضاء الكادر الطبي خلال الاشتداد الأخير للعنف على المنطقة الواقعة خارج دمشق، والذي دخل الخميس يومه الرابع على التوالي.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 58 مدنياً على الأقل قتلوا يوم الخميس في الغوطة الشرقية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، إن الغارات أصابت ما لا يقل عن ستة مواقع مختلفة في المنطقة المحاصرة.
ووقع العدد الأكبر من الضحايا في بلدة جسرين، حيث قتل ثمانية مدنيين، فيما قتل طفلان وامرأة في بلدة السقبا.
وفي توثيق جديد لحصيلة الضحايا، قال المرصد إن 38 مدنياً قتلوا في الغارات التي نفذها النظام يوم الأربعاء سبقهم 80 آخرون قضوا في غارات يوم الثلاثاء.
'أوضاع طبية مأساوية'
وفي حديث لديارنا، قالت الدكتورة حنان ابراهيم وهي من أعضاء الاتحاد وتعمل في الغوطة الشرقية، إن توجيه النداء للمنظمات الانسانية العالمية كان ضرورياً بسبب الاوضاع المأساوية التي وصل إليها القطاع الطبي في الغوطة.
وحذرت من "أن استمرار عمليات القصف بهذه الوتيرة المرتفعة سيتسبب بتوقف العمل الطبي لفقدان المواد والتجهيزات الأساسية لإجراء الإسعافات الأولية والعمليات الجراحية الضرورية".
وأضافت ابراهيم أن العديد من الأدوية الأساسية الخاصة بالمصابين بالأمراض المستعصية خصوصاً السرطان والقلب والضغط وفقر الدم مفقودة، ما تسبب مؤخراً بوفيات عدة لا سيما في صفوف الأطفال والرضع.
وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد يوم الخميس اجتماعاً مغلقاً لبحث نداء رفعه مسؤولو الإغاثة في الأمم المتحدة، يطالبون فيه تنفيذ وقف إنساني لاطلاق النار مدة شهر فى سوريا.
وطالبت السويد والكويت يوم الأربعاء بعقد هذا الاجتماع.
ودعا مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سوريا بانوس مومزيس، لوقف إطلاق النار مدة شهر بهدف السماح لقافلات الإغاثة بالوصول إلى المدنيين في الغوطة الشرقية.
من جهته، قال السفير السويدى اولوف سكوغ: "نشعر بقلق خاص أزاء الهجمات ضد المدنيين والأهداف المدنية كالمستشفيات". وأضاف أن "هذه الهجمات تزيد من معاناة المدنيين وتؤدي إلى موجات جديدة وكبيرة من النزوح".
وأكد أن "وقف إطلاق النار الإنساني سيسمح بتقديم المساعدات المنقذة للحياة وإخلاء مئات المرضى الذين يحتاجون إلى علاج طبي في الغوطة الشرقية".
مدنيون تحت النار
وتخضع الغوطة الشرقية لحصار من قبل النظام منذ أربع سنوات، وشهد هذا الأسبوع تصاعداً في حدة القصف الذي بدأ من شهر تقريباً.
يقدر عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت الحصار الخانق بنحو 400 ألف نسمة، ويستحيل عليهم الوصول إلى الغذاء والدواء.
وكشف الناشط محمد البيك، أن عمليات القصف المركز تستهدف المناطق السكنية المكتظة بالسكان إضافة إلى الأسواق الشعبية في بلدات عربين ودوما وحمورية وبيت سوا وحرستا وزملكا.
وأردف أن "عمليات القصف والغارات تتوقف فترة لتعود مجدداً ما أن يخرج المدنيون من الأقبية والمخابئ لشراء المواد الغذائية الضرورية".