قال مصدر محلي يوم الاثنين، 21 آب/أغسطس، إن صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مدينة رواة في محافظة الأنبار بدأت تتصدع نتيجة للإقتتال الداخلي والاغتيالات التي وقعت.
ويأتي هذا الإقتتال الداخلي على خلفية الهجمات الأخيرة التي شنّها الجيش العراقي ومقاتلو العشائر على معاقل المسلحين في ضواحي المدينة ونجم عنها خسائر فادحة في صفوفهم.
وفي حديث لديارنا، أوضح قائم مقام راوة، حسين علي، أن المدينة التي تسيطر عليها داعش منذ ثلاث سنوات تشهد حاليا "خلافات حادة ونزاعاً بين مسلحي التنظيم الأجانب وأقرانهم العراقيين".
وأضاف أن القادة الأجانب إعداموا خلال الأيام الأخيرة 12 عنصراً من المقاتلين المحليين قرب جسر راوة، مشيراً إلى أن "الوضع هناك ينذر بتصاعد حدّة الأزمة".
وأردف أن سبب الصراع هو الضعف الذي أظهره هؤلاء المسلحين "في مواجهة الهجمات المباغتة والنوعية لقوات الجيش والعشائر على خطوط التنظيم الدفاعية حول راوة".
وأكّد إن هذه الهجمات التي شُنت من الصحراء كانت استطلاعية وكلّفت التنظيم خسائر فادحة بالأرواح والمعدات.
وكان آخرها هجوماً نفذته قوة عشائرية بداية الأسبوع الفائت على تقاطع راوة، أسفر عن سقوط 11 قتيلاً في صفوف داعش وحرق آليتين وأسلحة مختلفة.
الهرب إلى القائم وسوريا
وتابع علي أن وضع داعش يشهد تدهوراً نتيجة لخسائرها المتواصلة، كاشفاً عن حالات هرب متزايدة لعناصرها من مدينتي راوة وعنه باتجاه قضاء القائم وحتى الرقة في سوريا.
وذكر أنه "لم تتبق غير أعداد قليلة من المسلحين، أغلبهم يحملون جنسيات أجنبية وهم مهاجمون انتحاريون".
وقال إن المدينة خالية تقريباً من السكان، إذ تمكّن معظمهم من الفرار خلال الشهور الماضية.
وأوضح أن نحو 20 عائلة فقط ما تزال في المدينة، يعاني أفرادها حصاراً خانقاً على يد المسلحين.
ولفت إلى أن التنظيم قام بانتهاكات عديدة بحق سكان راوة، كتنفيذ حملات إعدام طالت عدداً من سائقي التاكسي على خلفية اتهامهم بتهريب العائلات.
وأضاف علي أن "التنظيم اعتقل يوم السبت، 19 آب/أغسطس، ثلاثة مدنيين دون تحديد الأسباب، وما يزال مصيرهم حتى الآن مجهولاً".