رأى محللون في حديث لديارنا أن أعمال حزب الله اللبناني في سوريا تهدد الهدنة الهشة والتي بدأت في 30 كانون الأول/ديسمبر.
فقد شكلت الحرب في سوريا أرضا جاذبة لجهات إقليمية مختلفة تسعى لخدمة مصالحها من خلال عملائها ، وفق ما أضافوا، مشيرين إلى أن حزب الله ينفذ أجندة إيرانية تسعى للسيطرة على عملية اتخاذ القرار السوري وتوسيع نفوذها في عدد من دول المنطقة.
وأعلن علي أكبر ولايتي، المستشار الأول للمرشد الإيراني علي خامنئي، يوم الثلاثاء 3 يناير/كانون الثاني، إن حزب الله لن يخرج من سوريا، بعد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وكان رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد ابراهيم أمين السيد قد قال في 31 كانون الأول/ديسمبر إن الجناح العسكري للحزب سيبقى ناشطا في سوريا حتى نهاية النزاع.
وفي حال استمرت الهدنة، فمن المقرر أن تبدأ مفاوضات سياسية بين النظام السوري والمعارضة في مدينة أستانة عاصمة كزخستان في 23 كانون الثاني/يناير.
إلا أن الطائرات الحربية السورية التي تواصل شن غاراتها في عدد من المدن السورية تخرق وقف إطلاق النار.
استاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور هلال خشان اعتبر أن النظام الإيراني لا يريد ارساء السلم في سوريا لأن من شأن ذلك تشريع البحث في تغيير النظام فيها، "وهو الامر الذي يرفضه الإيرانييون".
وفي الوقت نفسه فإن "حزب الله يسعى من خلال تواجده في سوريا إلى السيطرة على المناطق السورية المحاذية للبنان وبالتالي يؤشر ذلك إلى استمرار جنود الحزب وبقائهم في سوريا"، وفق ما قال لديارنا.
وأضاف "الابقاء على القلاقل والتوتر في سوريا يخدم الحزب [حزب الله] وايران ويجعل الحكومة السورية في حاجة دائمة لهما".
حزب الله يخدم مصالح إيران
وأكد الاستاذ في الجامعة الاميركية في بيروت الدكتور رامي عليق، والذي عمل في صفوف حزب الله في بداية الحزب، وقد ألف كتابين ينتقد فيهما تجربته معه، أن "حزب الله لم يتردد في التدخل العسكري في سوريا، لأن قناعاته وحساباته تتخطى حدود لبنان".
واعتبر أن الحزب غير آبه بتداعيات تدخله في الحرب بسوريا على لبنان، مشيرا إلى أنه في حال انتهى حزب الله "متورطا بجرائم وحرب عشوائية فإن نتائجها الفعلية المستدامة لن تتأخر في الظهور".
المسؤول في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش اعتبر في حديثه لديارنا أن حزب الله "يُنظر إليه في هذا الإطار كفرقة نخبة في الحرس الثوري الإيراني".
وأشار إلى أن النظام الايراني "يسعى جاهدا اليوم إلى تأمين خط بري آمن من إيران عبر سوريا إلى لبنان الذي يشكل لديها موقعا متقدما في الشرق الاوسط".
وقال علوش: "لذلك نرى المعارك المحتدمة في محيط العاصمة دمشق" وقد عملت إيران في السابق وما تزال على محاولة تثبيت واقع عسكري وديموغرافي في المنطقة التي يمر فيها الخط البري المشار اليه.
ولفت علوش إلى أن استمرار حزب الله في القتال في سوريا لا يخدم مصالح إيران في المنطقة فحسب، بل يوجِد أرضا خصبة لنشوء الجماعات المتطرفة من طوائف مختلفة.
مبرر لظهور جماعات متطرفة
وأضاف أن هذه الظروف أوجدت تنظيمات مثل "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) وجبهة النصرة، التي تعرف أيضا بجبهة فتح الشام، وقد تنتج تنظيمات أخرى عنيفة.
وبدوره، أكد استاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية الاميركية الدكتور عماد سلامة لديارنا أن وجود حزب الله في سوريا هو جزء من الصراع في سوريا، وبالتالي جزءا من افق الحل ايضا.
وقال "الحزب يؤدي دورا عسكريا تستفيد منه ايران سياسيا في اي حل للأزمة السورية من شأنه أن يرسخ دورها في توزيع السلطة".
لذلك، يرى سلامة، أن توفر أي حل يقدم الضمانات للمصالح الإيرانية في سوريا ويبعد الخطر الداهم عن نظام الاسد يشكل مقدمة للانسحاب العسكري لحزب الله وباقي القوى الشيعية المقاتلة .
ويعتبر سلامة أن "كل وجود عسكري أجنبي على الارض السورية يخدم منطق الوجود الأجنبي المماثل".
من هنا فإن كل تطرف ديني طائفي يخدم التطرف المقابل ، في إشارته إلى داعش وجبهة النصرة.