أعلنت قوّات سوريا الديموقراطية عن فرض حظر تجولٍ في مناطق معيّنة من مدينة الرقة التي حُرّرت مؤخراً من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وأوضحت قوّات الأمن الداخليّ في مدينة الرقة، أن حظر التجوّل تدبيرٌ ضروريٌّ للحفاظ على سلامة الأهالي وحمايتهم من الألغام والعبوّات الناسفة.
وطمأنت قوّات الأمن الداخليّ السكان مؤكّدةً أن الوضع سيعود إلى طبيعته تدريجياً مع اقتراب الانتهاء من عمليات إزالة الألغام.
وفي حديث لديارنا، كشف أحد عناصر قوّات الأمن الداخليّ في الرقة، فهيم درويش، أن سكان حيّ المشلب باشروا العودة إلى منازلهم بأعدادٍ كبيرةٍ.
وقال أن حيّ المشلب هو أول حيّ يشهد عودة سكانه إليه بعد تحريره، لأنه من الأحياء التي لم تتعرّض لإضرارٍ كبيرة.
وأضاف أنه كان من الضروريّ الإعلان عن منع التجوّل في المناطق المجاورة لحيّ المشلب، ومنع سكانه من الانتقال إلى باقي أحياء المدينة حفاظاً على سلامتهم.
وأشار إلى أن حظر التجوّل فُرض ايضاً في حيّ المشلب خلال بضع ساعاتٍ من الليل.
ولفت إلى أن عمليّات إزالة المتفجّرات وإزالة الأنقاض لم تكتمل بعد، وإن وجودهم يعرّض حياة السكان للخطر الشديد.
حظر التجوّل ساري المفعول
وأضاف درويش أن حظر التجوّل الذي بدأ فعلياً ليل الثلاثاء 14 تشرين الثاني/نوفمبر في المناطق غير المأهولة من مدينة الرقة، سيساعد على ضبط الأمن في ظلّ المخاوف من إمكانية تسلّل مقاتلي داعش إليها بملابسٍ مدنيةٍ.
وأوضح أنه "يمكنهم استغلال عودة النازحين العشوائية للتسلّل بينهم وتنفيذ عمليّات انتقامية أو البقاء كخلايا نائمة تتحرك عند الحاجة للإساءة إلى سكان المدينة".
وأكّد أن قرار حظر التجوّل اتخذ منذ أيام، لكنّ تنفيذه تأخّر إلى حين التأكّد من تعميمه على جميع سكان الرقة وأولئك الموجودين في المخيّمات خارجها لضمان التزام الجميع به.
أمّا ابن السبعين عاماً وأحد سكان حيّ المشلب العائدين، محمد الحلاق، فقال لديارنا إن أهالي الحيّ يعودون تدريجياً إليه بعد أن انتهت عملية تمشيطه بشكّل كامل.
ونوّه بالتعاون بين مجلس الرقة المدنيّ والأهالي في جهود استكمال عمليّات إزالة الركام وتصليح البنى التحتية من مياه وكهرباء وصرف صحيّ.
وأضاف أن "الأمن ممسوكٌ من قبل قوّات الأمن الداخليّ، وتنتشر فرقٌ من قوّات سوريا الديموقراطية على أطراف المدينة وعند مداخل المناطق التي لم تُطهّر بعد".
وشدّد على "ضرورة فرض حظرٍ للتجوّل حفاظاً على أرواح المدنيين"، لا سيّما أن عدداً كبيراً من الأهالي قُتل أو جُرح بسبب الألغام.
وختم مؤكّدا أن أهالي حيّ المشلب لا يعارضون حظر التجوّل "لأنهم يدركون خطورة التنقّل، وفي جميع الأحوال، بات التنقّل ليلاً أمراً نادراً إلا في الحالات الطارئة كالمرض".