أخبار العراق
أمن

العراق يعمل على استعادة السيطرة على صحراء الأنبار

خالد الطائي

قوة من الجيش العراقي والعشائر تضرم النار في وكر لفلول داعش بصحراء الأنبار يوم 25 أيلول/سبتمبر 2019. [حقوق الصورة لوزارة الدفاع العراقية]

قوة من الجيش العراقي والعشائر تضرم النار في وكر لفلول داعش بصحراء الأنبار يوم 25 أيلول/سبتمبر 2019. [حقوق الصورة لوزارة الدفاع العراقية]

قامت وزارة الدفاع العراقية بتطوير تكتيكاتها لتثبيت سيطرتها على المناطق الصحراوية في محافظة الأنبار حيث عطلت سلسلة من العمليات العسكرية الأخيرة قدرات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

ومنذ سنوات طويلة، كانت هذه الصحراء الشاسعة، التي تمثل أكثر من ثلث مساحة البلاد، حاضنة للمتشددين الذين استطاعوا أن يظلوا بعيدًا عن الأعين والوصول إليهم بفضل تضاريس المنطقة الصعبة.

لكن في الأسابيع الأخيرة، نجحت القوات العراقية المشاركة في حملة إرادة النصر الجارية الآن في إنجاز أكبر مهمة تمشيط من نوعها في الصحراء الغربية والتضييق كثيرًا على فلول تنظيم داعش.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية اللواء تحسين الخفاجي إن الحملة حققت أهدافها، حيث "تمكنت القوات المشاركة من تفتيش وتطهير وتأمين مساحات واسعة من الصحراء ومن محاور متعددة".

ضباط عراقيون يشاركون في حملة أمنية لتطهير صحراء الأنبار من فلول داعش بمساعدة سكان محليين يوم 9 كانون الثاني/يناير 2018. [حقوق الصورة لقوات حرس الحدود]

ضباط عراقيون يشاركون في حملة أمنية لتطهير صحراء الأنبار من فلول داعش بمساعدة سكان محليين يوم 9 كانون الثاني/يناير 2018. [حقوق الصورة لقوات حرس الحدود]

وأضاف "لكن مهامنا لم تنتهِ عند هذا الحد"، لأنه لا يزال يوجد عمل كثير يتوجب القيام به.

قاعدة بيانات من المعلومات الأمنية

وأوضح "نعمل اليوم على تطوير تكتيكاتنا لإحكام القبضة الأمنية على الصحراء ومجابهة أية محاولات جديدة من قبل العدو للإفلات من الاستهداف أو القيام بنشاطات إرهابية".

وكجزء من هذه التدابير الجديدة، "أعددنا قاعدة بيانات تضم معلومات أمنية مفصلة" جرى الحصول عليها أثناء حملة إرادة النصر.

وأشار إلى أن قاعدة البيانات تتضمن معلومات حول قتل واعتقال قيادات وعناصر كثيرة من أعضاء تنظيم داعش وحول مواقع أوكارهم، وأنه يتم تحليلها للمساعدة في العمليات المستقبلية.

ونوّه بأن حملة إرادة النصر انجزت أهدافها بسرعة نتيجة المعلومات والمساعدة المقدمة من المواطنين.

وشدد الخفاجي على أهمية التواصل الجيد مع السكان المحليين في الحصول على أدق المعلومات الاستخبارية عن تحركات فلول تنظيم داعش.

وأشار إلى أنه مع توافر هذه المعلومات، فإن "مهام الرصد والتتبع تعتمد على أحدث تقنيات المراقبة للكشف عن الإرهابيين المتبقين في الصحراء وتعقب اتصالاتهم ومراسلاتهم واختراق صفوفهم".

كما أكد أن القوات العراقية "ستعزز عمليات الإنزال الجوي على أهداف منتخبة وتنفيذ مهام محددة ذات تأثير بالغ".

وتابع أن تلك العمليات بدأت بالفعل في تحقيق نتائج، مشيرًا إلى أن النجاحات الأولية تتضمن ضبط منظومة صواريخ متطورة مضادة للدروع مع منصات إطلاق وأسلحة في مضافة بوادي حوران.

واستدرك أن قوة من اللواء 38 لفرقة الجيش الثامنة عثرت على تلك الأسلحة يوم 20 أيلول/سبتمبر.

لا ملاذ آمن فيما بعد

بدوره، قال قطري العبيدي، وهو أحد قادة العشائر بالأنبار، إن المناطق الصحراوية في الأنبار كانت "الملاذ الأكثر أمانًا" لعناصر داعش.

وأضاف في حديث لديارنا "قبل انطلاق حملة إرادة النصر، كان الإرهابيون يسعون لتجميع وبناء صفوفهم واستئناف أنشطتهم انطلاقًا من مناطق صحراوية وبالأخص وادي حوران، لكن هذه العمليات كسرت شوكتهم وأطاحت بمخططاتهم".

وشدد على أنه "جرى مسح معظم أودية ومناطق الصحراء، وأبرزها حوران والقذف وسميل والضبعة وغرب كبيسة، أثناء عملية التمشيط"، وأنه تم تدمير عشرات الأنفاق والملاجئ التابعة لداعش في غارات جوية.

وأشار العبيدي إلى أن "الانتقال لمرحلة جديدة من الجهد الأمني يتوقف على ضمان بقاء الصحراء تحت السيطرة".

وأوضح أن ذلك سيتحقق "عبر مواصلة وتطوير العمليات الاستخبارية والاستباقية والاستطلاعية".

من ناحيته، قال رئيس لجنة الأمن في مجلس محافظة الأنبار نعيم الكعود لديارنا إن القوات العراقية بذلت جهودًا جبارة لتأمين ومسك الصحراء.

وأضاف أن القوات الأمنية "نجحت بإسناد استخباري في توجيه ضربات دقيقة على نقاط تمركز الإرهابيين المموهة والمخفية".

وتابع أن العمليات تضمنت "مهام تفتيش وتتبع واسعة النطاق"، أعقبها جهود لمسك الأرض من خلال نشر الدوريات الأمنية وإقامة المرابطات المحصنة.

كما تم الاعتماد على الأساليب المتطورة في الحصول على المعلومات الأمنية والتقصي عنها وفي ضرب أهداف محددة للعدو، بحسب ما أوضح.

ومن أجل المزيد من التحسين في الوضع الأمني، شدد الكعود على ضرورة تسريع جهود إعادة 7000 عضو بسلك الشرطة كان قد تقرر الاستغناء عن خدماتهم بسبب تغيبهم وانقطاعهم عن الدوام بعد اجتياح داعش للأنبار عام 2014.

وأكد أن رجوع هؤلاء الضباط للخدمة "سيخفف العبء على القوات العاملة ويمنحنا قدرة أكبر على حفظ أمن الصحراء".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500