أخبار العراق
إرهاب

العراق: لا داعي للقلق من جماعة الرايات البيض

علاء حسين من بغداد

أوقف الجيش العراقي مؤخراً عناصر تنتمي إلى مجموعة تطلق على نفسها اسم الرايات البيض، وهي تتبني فكر تنظيم 'الدولة الإسلامية' المتطرف. [صورة عممت على وسائل التواصل الاجتماعي]

أوقف الجيش العراقي مؤخراً عناصر تنتمي إلى مجموعة تطلق على نفسها اسم الرايات البيض، وهي تتبني فكر تنظيم 'الدولة الإسلامية' المتطرف. [صورة عممت على وسائل التواصل الاجتماعي]

أثار ظهور جماعة إرهابية جديدة تتبنى فكر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في المناطق الجبلية النائية في محافظتي صلاح الدين وكركوك العراقيتين قلقاً عاماً.

إلا أن القادة الأمنيون قللوا من أهمية تلك الجماعة متوعدين بعمليات عسكرية حازمة للقضاء عليها بشكل مبرم.

وأشارت تقارير واردة من السكان ووسائل الإعلام المحلية إلى وجود مجموعة جديدة تعرف باسم الرايات البيض، وهي تحاول التأسيس لموطئ قدم لها بالقرب من كركوك وفي مدينة توزخورماتو في محافظة صلاح الدين.

وقال عضو مجلس محافظة صلاح الدين، خالد الخزرجي، إن الأهالي والأجهزة الأمنية رصدوا مجموعات مسلحة صغيرة منتشرة في المناطق الجبلية النائية، يتماهون مع عناصر داعش من حيث الملبس والمظهر.

تحاول جماعة جديدة تطلق على نفسها اسم الريات البيض التأسيس لموطئ قدم لها بالقرب من كركوك وفي مدينة توزخورماتو في محافظة صلاح الدين، إلا أن الخبراء قاولوا إنها لا تشكل تهديداً لأمن العراق. [صورة عممت على وسائل التواصل الاجتماعي]

تحاول جماعة جديدة تطلق على نفسها اسم الريات البيض التأسيس لموطئ قدم لها بالقرب من كركوك وفي مدينة توزخورماتو في محافظة صلاح الدين، إلا أن الخبراء قاولوا إنها لا تشكل تهديداً لأمن العراق. [صورة عممت على وسائل التواصل الاجتماعي]

وأضاف أن الجماعة الإرهابية تحاول تسويق نفسها كخلف لداعش، لا سيما أن المعلومات الاستخبارية تؤكد أن بين عناصرها عدداً من الفارين من تنظيم داعش بعد الخسائر الأخيرة التي مني بها.

وأشار إلى أن هذه الجماعة لا تختلف بفكرها عن الجماعات الإرهابية الأخرى، مضيفاً أنها تراهن على الخلافات العقائدية والطائفية والقومية بين مكونات الشعب العراقي لإحداث ثغرة لتنفذ منها.

وقال إنها تعتزم استخدام هذه الانقسامات كرافعة لدخول المدن والسيطرة عليها.

وأكد أن من شأن الإجراءات الحكومية بإعادة النازحين إلى طوزخرماتو وفرض الاستقرار والأمن في محافظة كركوك المجاورة، قطع الطريق أمام هذه الجماعة قبل أن تنتشر وتتمدد.

من ينتمي إلى جماعة الرايات البيض؟

بدوره قال المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعمان، أن "الأجهزة الأمنية والاستخبارية العراقية لديها معلومات مفصلة ودقيقة عن هذه الجماعة".

وأضاف لديارنا أن هذه المعلومات تتضمن "أسماء قادتها وأماكن تواجدهم وطبيعة تحركاتهم".

وأكد النعمان أن هذه الجماعة هي من بقايا ما يعرف بتنظيم انصار الإسلام الذي ظهر في العام 2005 في المناطق الحدودية بين العراق وإيران.

وأشار إلى أنه تم القضاء على معظم خلاياه آنذاك، إلا أن الفارين من تنظيم داعش انضموا إليه تدريجياً.

وتابع أن هذه الجماعة تنشط عند وجود مشاكل سياسية واجتماعية في المنطقة، مشيراً إلى أن المناطق قرب كركوك وطوزخرماتو بقيت بعيدة عن سيطرة الدولة مدة ثلاث سنوات.

ورأى أن "التهويل الإعلامي أعطى هذه الجماعة أهمية أكبر من حجمها الحقيقي وضخم قدراتها".

وأردف أن الجماعة لا تشكل تهديداً أمنياً حقيقياً وأن ما يشاع عن أن عددهم ناهز الألفي عنصر هو كلام غير دقيق، "وأنهم في الحقيقة أقل من ذلك بكثير".

وكشف النعمان عن أن القوات العراقية تستعد للتحرك ضدهم والقضاء عليهم بشكل كامل، مشدداً أن العراق لن يسمح مجدداً بنشوء أي جماعة إرهابية وسيفوت الفرصة على الذين يحاولون زعزعة الوضع الأمني.

القضاء على جماعة 'الرايات البيض'

وفي حديث لديارنا، قال المحلل السياسي فاضل أبو رغيف إن "القضاء بسرعة على هذه الجماعة الإرهابية أمر سهل قبل انتشار تأثيرها وتمددها أبعد مما هي عليه الآن".

وطالب بتنفيذ جملة إجراءات يمكن ان تعزز إمكانية النصر العراقي على الإرهاب وتقضي على أي محاولة لداعش أو لغيرها للعودة من جديد.

ومن هذه الإجراءات إثراء قاعدة البيانات الأمنية التي تستخدمها الأجهزة الاستخبارية العراقية بالمزيد من المعلومات حول العناصر الإرهابية وطبيعة انتماءاتهم وتحركاتهم في البلاد، حسبما أضاف.

وحث أبو رغيف أيضاً على تعزيز التعاون المعلوماتي مع دول الإقليم والعالم، واستثمار دعمهم المتزايد للعراق في المرحلة الراهنة.

إلى هذا، أكد ضرورة تشديد إجراءات المراقبة على الحدود والمعابر البرية والمطارات، ورصد تحركات الجماعات المتشددة في الداخل والخارج.

وشدّد على دور الإعلام في فضح الفكر الإرهابي وكشف آثاره المدمرة على المجتمع، إضافة إلى حث المواطنين على التعاون مع الأجهزة الأمنية لا سيما في المناطق الخطرة.

وقال إن "جماعة الرايات البيض وجدت بيئة حاضنة لها"، علماً أنها أضعف من أن تحقق أي شيء على الأرض ولن تتمكن من أن تصبح خليفة لتنظيم داعش لأنها لا تمتلك أرضاً تسمح لها بالتمدد.

وأضاف أبو رغيف أن "الجماعة ستندثر قريباً جداً".

وكانت مصادر أمنية قد كشفت عن مداهمات استهدفت هذه الجماعة وأسفرت عن اعتقال عدد من عناصرها، بينهم قائدها عاصي القوالي.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500