أدت الأزمة التي يشهدها القطاع الزراعي في سوريا إلى انخفاض الانتاج الغذائي إلى مستوى متدن قياسي، ما أثار الخوف بين المواطنين من أن يجبروا على مغادرة البلاد هربا من المجاعة، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية، يوم الثلاثاء، 15 تشرين الثاني/نوفمبر.

وقالت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في تقرير أصدرته بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، إن "انعدام الأمن المستشري والظروف الجوية غير الملائمة" في أجزاء من البلاد، يواصلا "إعاقة الوصول إلى الأرض واللوازم الزراعية والأسواق".

وحذرت منظمة الفاو من "عواقب وخيمة ليس فقط على الأمن الغذائي للأسر التي تعتمد على الزراعة ولكن أيضا على توفر الغذاء"، ما "قد يؤدي في النهاية إلى مزيد من النزوح".

وأضاف التقرير، أن القتال الدائر هو ما يعيق العديد من المزارعين من الوصول إلى أراضي رعاية الماشية ومصادر المياه، في وقت شهدت أسعار العلف الحيواني ارتفاعا مفاجئا، ما دفع "بالعديد من الأسر التي تعتمد على رعاية الماشية ... لبيع الأغنام والماعز والدواجن أو ذبحها".

وأشار إلى أن ارتفاع الأسعار وندرة الأسمدة والبذور أيضا يزيد من معاناة مزارعي المحاصيل، "ولن يكون أمام هؤلاء سوى خيار التخلي عن إنتاج الغذاء ما لم يتلقوا دعما فوريا".

وكشف التقرير أن إنتاج القمح قد انخفض بنسبة 55 في المائة، فيما دفعت أزمة المياه بعض المزارعين إلى التحول إلى زراعة محاصيل بعلية وأقل قيمة غذائية.

وتابع التقرير أن سوريا التي كانت من أكبر مصدري الثروة الحيوانية، شهدت منذ بداية الأزمة تراجعا في عديد هذه الثروة إذ "انخفض عدد الأبقار بنسبة 30 بالمائة، والأغنام والماعز بنسبة 40 بالمائة والدواجن بنسبة 60 بالمائة".

وجاء في التقرير أن "العديد من المزارعين فقدوا القدرة على التأقلم"، مشيرا إلى أن ما يقارب 80 في المائة من الأسر في جميع أنحاء سوريا يعانون للحصول على الطعام أو شرائه، ومن المرجح أن يزداد الوضع سوءا.