وسط المعارك الدائرة لتحرير مدينة الموصل المعقل الأخير لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، كسر قائده أبو بكر البغدادي يوم الخميس، 3 تشرين الثاني/نوفمبر، نحو عام من الصمت ليحثّ مناصريه على الصمود.
وفي تسجيل صوتي مدته 30 دقيقة بثّ عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، حثّ البغدادي عناصر تنظيمه على البقاء في المدينة وعدم الفرار أو الانسحاب منها.
وقال في رسالته المزعومة والتي صدرت عن وسيلة إعلامية تابعة لداعش: "لا تنسحبوا. الثبات في مواقعكم بشرف خير ألف مرة من الإنسحاب في العار".
وعن الرسالة، قال المحلل فؤاد علي المتخصص في الجماعات الإسلامية، إن "خطاب البغدادي هو انهزامي بطبيعته".
وأضاف لديارنا: "إنه يحاول دفع عناصره إلى البقاء في الموصل بدلا عن الفرار منها كما فعل غيرهم في مدن أخرى".
وتابع أن البغدادي يدرك أن أخر مدينة تحت سيطرته تنزلق من بين أصابعه "، مؤكدا أن "خطابه اليوم يظهر روح الإنهزام خاصة وأنه لم يتضمن أي من تهديدات أو الترهيب الذي عرف في توجيههم في خطاباته [السابقة]".
وقال علي إن "هذا الخطاب قد يكون خطابه الأخير قبل موته ونهاية تنظيمه".
ويعتبر هذا الخطاب المسجل أول خطاب يوجهه البغدادي منذ الهجوم الذي بدأته القوات العراقية في 17 تشرين الأول/أكتوبر لتحرير مدينة الموصل، حيث أعلن زعيم داعش إقامة "الخلافة" منذ سنتين، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وفي حزيران/يونيو 2014، وبعد أيام على اقتحام المقاتلين المتشددين لمناطق من العراق، ظهر علنا في الموصل وأعلن قيام "دولة" إسلامية تضمّ العراق وسوريا.
ومنذ العام الماضي وحدود دولة "الخلافة" تتقلص، وفي مطلع الأسبوع الجاري وصلت القوات العراقية إلى أطراف مدينة الموصل.