بيروت -- قال نشطاء محليون إن سيطرة حزب الله على بلدات سورية بالقرب من الحدود اللبنانية، حيث استحوذ مقاتلوه على ممتلكات وأسسوا منشآت لتصنيع المخدرات، تمنع الكثير من اللاجئين السوريين في لبنان من العودة إلى ديارهم.

ويعد الحزب اللبناني الذي تدعمه إيران القوة المهيمنة في البلدات والقرى الحدودية، مثل القُصير والقلمون وريف حمص والزبداني، وتمتد المناطق التي يسيطر عليها إلى ريف حلب والبادية السورية.

وكانت قوات النظام قد سيطرت على القُصير والقرى المحيطة بها بدعم رئيس من حزب الله في حزيران/يونيو 2013، ما دفع المدنيين للنزوح القسري نحو الشمال السوري أو عبر الحدود إلى بلدة عرسال اللبنانية.

وفي السنوات اللاحقة، حوّل حزب الله القُصير لقاعدة أساسية له ومنطلق لعملياته العسكرية التي توسعت لبقية المناطق السورية، وخاصة تلك الواقعة على الشريط الحدودي مع لبنان.

وترافق ذلك في حينه مع سيطرة حزب الله على ممتلكات اللاجئين السوريين في مناطق النظام الذين فروا من الهجوم، لا سيما بالقٌصير والقلمونوحمص وريف دمشق والعاصمة دمشق وداريا.

واعتبر مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، في حديث له أن "حزب الله مسؤول عن تشريد السوريين من ديارهم واحتلال أملاك وأراضي السوريين ببلدات القصير ومضايا".

وأضاف أن الحزب سيطر على بعض المناطق في سوريا منذ سنوات، وهو الأمر الذي منع عودة الكثير من السكان السابقين الذين فروا من المنطقة.

وأكد أنه إذا رحل حزب الله من القرى والبلدات السورية التي يسيطر عليها، فإن قسما كبيرا من اللاجئين السوريين سيتمكنون من العودة من لبنان.

الأراضي في قبضة حزب الله

وفي حديثه للمشارق، قال ناشط إعلامي يستخدم لقب أحمد القصير منذ مغادرته بلدته القُصير في 2013، إنه سيعود إلى مدينته عند تحريرها من قبضة حزب الله وهيمنة النظام السوري.

وأضاف أن "حزب الله يسيطر بالكامل على القلمون والقُصير منذ حزيران/ يونيو 2013 بعدما نكل بأهلها وهجرهم".

وتابع "هذا الواقع لا يسمح لأحد بالعودة، بما في ذلك العودة الطوعية لمن استحصلوا على موافقة للعودة من النظام".

وأوضح أن الحزب الذي تدعمه إيران لم يكتف بتهجير الأهالي، بل بادر لشراء الأراضي والبيوت من عدد كبير منهم.

واستغل الحزب تلك الأراضي في زراعة المخدرات.

وسيطرة حزب اللهتمتد لمناطق سيطرة النظام، في وقت ينشط فيه مقربون من حزب الله والحرس الثوري على شراء بيوت وأراضي اللاجئين لمنعهم من العودة لسوريا، حسبما أكد.

من جانبه، أكد الباحث السوري الخبير في شؤون حزب الله، تركي مصطفى، انعدام رغبة الرئيس السوري بشار الأسد بعودة اللاجئين لسوريا.

وقال للمشارق إن حزب الله صادر منازل السوريين المهجرين في غالبية بلدات وقرى القلمون الغربي ووادي بردى ومدينة داريا وغوطة دمشق الشرقية.

وذكر أن الحزب له أيضا انتشار واسع بريف إدلب الجنوبي وريف درعا.

"ومن عاد منهم، كان مصيره السجن أو التجنيد أو الاختفاء أو القتلالفوري. ومن نجا، وجد بيته وأرزاقه منهوبة وحقوقه منتهكة".

تهديدات للعائدين

هذا، ولفتت الباحثة المتخصصة بالشأن اللبناني في منظمة العفو الدولية، سحر مندور، أن المنظمة نشرت في أيلول/ سبتمبر 2021 تقريرا احتوى على "قائمة بالانتهاكات المروعة التي ارتكبها ضباط المخابرات السورية بحق 66 لاجئا عادوا إلى سوريا، بينهم 13 طفلا".

وأضافت للمشارق أن "ضباط المخابرات السورية أخضعوا الرجال والنساء والأطفال العائدين للاحتجاز التعسفي والتعذيب والاغتصاب والعنف الجنسي والاختفاء القسري".

إلى هذا، رأى وزير العدل السابق أشرف ريفي أن حزب الله هو العائق الأساسي أمام عودة اللاجئين السوريين من لبنان، وكذلك نظام بشار الأسد.

وقال في حديث للمشارق إن كلاهما دمرا بيوتهم وقراهم وهددا الأهالي بالعنف أو القتل.

وأضاف أن "غالبية اللاجئين السوريين نزحوا من القصير وقارة والقلمون ويبرود المتاخمة لحدود لبنان الشرقية، وهجرهم حزب الله منها منتصف عام 2013".

وتابع أنه "منذ ذلك الحين، بسط حزب الله سيطرته على كامل المنطقة، وأغلقها بوجه أهلها الأصليين".

وأكد أن "حزب حوّل الله تلك المناطق إلى مستودعات لذخيرته ومعامل مخدرات، فباتت القلمون والقُصير عاصمة عالمية للكبتاغون، فيما سكانها الأصليون ممنوعون من العودة إليها".